تركيز مستثمري الخليج يتحول إلى صفقات الاكتتاب الأكثر ربحية

رجح أكبر بنك استثماري في الشرق الأوسط أن يركز المستثمرون في منطقة الخليج بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة على صفقات الاكتتاب الأكثر ربحية.

وأوضح بنك أي.أف.جي هيرمس أن مستثمري الأسهم أصبحوا “أكثر انتقائية بشأن توجيه أموالهم بعد طوفان من صفقات طروحات”، خلال العام الحالي.

ولدى الكثيرين من محللي أسواق المال قناعة بأن المنطقة تعد نقطة مضيئة في مشهد كئيب بمجال طروحات الأسهم، والتي تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقدين على مستوى العالم، في ظل تأثر إقبال المستثمرين بمخاوف الركود.

ويرون أن طرح الشركات الحكومية الناجحة أمر مرغوب فيه لتنويع العملية الاقتصادية، ولزيادة الرقابة المطلوبة على تلك الكيانات، ويدعم أداءها التشغيلي، ومن ناحية أخرى تسرّع من عملية نضج الأسواق المالية في دول المنطقة.

وقال محمد عبيد، الرئيس التنفيذي المشارك للبنك المصري إن “السيولة المخصصة للصفقات في الشرق الأوسط بدأت تتقلص قليلا نظرا لحجم معاملات أسواق رأس المال في المنطقة”.

وأضاف “لا يزال هناك طلب جيد على الطروحات، لكنّ المستثمرين سيصبحون أكثر انتقائية بعض الشيء”.

وشهدت بورصات دول الخليج 31 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 18.2 مليار دولار هذا العام، متجاوزة ما يقارب 11 مليار دولار في عام 2023 بأكمله، بحسب بيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

ومع ذلك، فإن تدفق الصفقات المستمر، بما في ذلك طرح أسهم شركة النفط السعودية أرامكو بقيمة 12.3 مليار دولار في يونيو الماضي، أدّى إلى نشاط أكثر حذرا.

وكمثال على ذلك سجلت مجموعة الرعاية الصحية السعودية، شركة مستشفى فقيه، أصغر مكسب في اليوم الأول من التداولات ضمن الطروحات التي جمعت ما لا يقل عن 100 مليون دولار في الأشهر الـ12 السابقة، وذلك بعد أيام قليلة من ثاني طرح لأرامكو.

وفي أبوظبي، تراجعت شركة ألف للتعليم في أول جلسات تداولها بعد أول اكتتاب عام في الإمارة لعام 2024.

وقال عبيد إن “الكيانات الحكومية تخصص الآن المزيد من رأس المال لصناديق الأسهم المحلية لتعزيز السيولة”.

ورغم أن نشاط أسواق المال في الخليج يجذب أيضا اهتمام المستثمرين الدوليين، فإن التخصيصات الإجمالية للأسهم تميل بشكل أكبر نحو المستثمرين المحليين.

وتستمر طفرة الاكتتابات في الخليج، حيث من المنتظر أن تُطرح شركات في مجالي التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات للتداول في البورصة خلال النصف الثاني من 2024.

ولا تزال هيرميس تتوقع إتمام خمس أو ست صفقات أخرى قبل نهاية العام، كما تتوقع عاما قويا في 2025، مع قيادة القطاع الخاص لتوفير السيولة.

ونظم البنك، الذراع المصرفية الاستثمارية لشركة إي.أف.جي هولدينغ، معظم الطروحات العامة للأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى الآن خلال العام الجاري.

وتمتلك الشركة المصرية 10 في المئة من حصة السوق في نشاط بيع الأسهم، متفوقة على عمالقة وول ستريت مثل جي.بي مورغان وتجاوزت بنك أتش.أس.بي سي، الذي تصدر القائمة في 2022 و2023.

ومن بين الصفقات البارزة التي يتم العمل عليها حاليا، الاكتتاب العام المخطط لوحدة الاستكشاف والإنتاج التابعة لشركة أوكيو العُمانية، والذي قد يجمع نحو ملياري دولار، وفقا لتقارير صحفية في وقت سابق من هذا الشهر. وبالمثل، وظفت شركة دليفري هيرو الألمانية بنوكا للعمل على إدراج وحدتها شركة طلبات، ومقرها دبي، في بورصة الإمارة.

وقال عبيد “نشهد عددا من الشركات الدولية التي ترغب إما في إدراج عملياتها المحلية في السعودية أو الإمارات أو ترغب في إدراج مزدوج في مثل هذه البورصات”.

ويؤكد استمرار التوسع في نشاط الاكتتابات في أسواق المنطقة العربية في الربع الثاني من 2024 توقعات المحللين بأن ثمة ما يوحي بأن طفرة قادمة في هذا المجال خلال الفترة المقبلة بفضل الإصلاحات وجاذبية بيئة الأعمال واهتمام المستثمرين.

وكشف تقرير لإرنست ويونغ في أغسطس عن ثبات نشاط صفقات الاكتتاب خلال الفترة الممتدة بين أبريل ويونيو الماضيين، وهو عكس المسار الذي تشهده العديد من أسواق العالم بسبب ضبابية الآفاق الاقتصادية.

وحافظ سوق الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة على مرونته، فقد شهدت 14 إدراجا، بإجمالي عائدات بلغ 2.64 مليار دولار، بزيادة 45.3 في المئة على أساس سنوي.