هكذا ودّعت شمسطار ثلاثة من شبابها عشيّة العيد

غادروا بلدتهم في سيارة واحدة، وعطش رمضان يحملهم على أمل
العودة إلى مائدة الإفطار ،قاصدين شراء بعض حاجيات الشهر الفضيل . لم يكونوا يعلمون أن ملك الموت بإنتظارهم في بداية الطريق.وقبل أن يكملوا فرحة الرحلة خطفهم حادث تصادم على حين صيام محفوف بلحظة موت كانت أسرع من وميض العين.
حسين العزير،مصطفى الحاج حسن ومحمد الحاج حسن حُملوا،اليوم، عرسان سماء ،على أكفّ احبتهم والمشيعين ،في موكب وداع واحد ليزَفّوا ،في عرس جماعي إلى بارئهم في جبانة أَلِفت قدوم الشباب إلى تربتها .ومع توالي وصول نعوش الضحايا إلى حسينية البلدة حيث صلاة الوداع الأخير، في مشهد إنساني حزين، كانت تتعالى صرخات المحبين ، وتنهمر دموع الأهالي ، وترتفع أصوات المعزين بعبارات :”ليتنا إجتمعنا في أعراسكم ونجاحكم في شهاداتكم التي طمحتم لنيلها..”.

فِطرُ بلدة شمسطار البقاعية ،هذا العام، عيدٌ مبلّلٌ بدموع الأمهات الثكالى بفقد فلذات أكباد بعمر البراءة ، ونحيب آباء في محراب الصلاة على أبناء إختارهم الرحيل ليكونوا موتى في لحظة تسليم روح واحدة كما كانوا في دنياهم أخوة صحبةٍ متاحبّين بين اهلهم وأبناء البلدة.
وشمسطار ،التي لم تنم ليلها ، على فاجعة أصابتها بصميم عاطفتها والوجدان ، حضرت بشيبها وشبابها وأطفالها ونسائها عرس الشباب الراحلين مع غصّة الفراق ولوعة الفقد.
حدادٌ كئيبٌ لفّ أحياء البلدة وشوارعها وأزقتها ،وأُقفِلت محالها التجارية ومؤسساتها حتى آخر بائع فيها ولسان أهلها يلهج ب “يا ضياع الشباب…”
هو موت جماعي بأقدار قاسية على النفس ، لشباب في عز الشباب قهر شمسطار وأهلها على إيمانهم بأنه حق من الحق.