أسعار النفط تتخطى 80 دولاراً بدعم من «الفتح الصيني»

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، ليتخطى خام برنت مستوى 80 دولاراً للبرميل، بدعم من إعادة فتح الصين لحدودها وتدفق المسافرين إليها، لأول مرة من 3 سنوات، ما أدى إلى رفع توقعات الطلب على الوقود وإحداث توازن جزئي مع المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.09 في المائة إلى 80.40 دولار للبرميل، بحلول الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 75.60 دولار للبرميل بزيادة 2.4 في المائة. وسجل خام برنت والخام الأميركي هبوطاً بأكثر من 8 في المائة خلال الأسبوع الماضي، في أكبر تراجع أسبوعي لهما في بداية سنة جديدة منذ 2016. وقال ريكاردو إيفانجليستا المحلل الأول بشركة «ActivTrades» للوساطة المالية، إن ارتفاع أسعار النفط جاء على خلفية إعادة فتح النشاط الاقتصادي الصيني.

وأوضح إيفانجليستا لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الأنباء «لعبت دوراً مهماً في تغيير النظرة المستقبلية للطلب على النفط، الذي من المفترض أن يتعافى الآن… خفف إنهاء سياسات الإغلاق العام في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، من حدة التنبؤات بحدوث ركود اقتصادي عالمي، وفي الوقت ذاته تزداد التوقعات بتراجع قيمة الدولار، خصوصاً إذا ما قرر بنك احتياطي فيدرالي سلوك مسار أقل عدوانية في الفترة المقبلة». أضاف: «مع تحسن توقعات الطلب على النفط، وتراجع قيمة الدولار، قد يكون هناك مجال لمزيد من الارتفاعات في سعر البرميل».

وتراجع الدولار يؤدي إلى جعل السلع المقومة به في متناول المستثمرين حائزي العملات الأخرى، بعد بيانات اقتصادية أميركية جاءت أفضل من المتوقع، على أنه إذا ما استمر أكبر اقتصاد في العالم بتلك الوتيرة، فلن يكون أمام الفيدرالي في اجتماعه المقبل فبراير (شباط) سوى رفع الفائدة بنسبة أقل من الشهور الماضية، أي بمقدار 25 نقطة أساس، وليس 75 أو 50 نقطة كما كان الحال طوال الاجتماعات الستة الماضية.

وفي حال تحقق هذه السيناريو، فلن يكون في صالح الدولار الأميركي، خصوصاً بعد أن تحسنت شهية المخاطرة فور إعادة فتح الاقتصاد في الصين، وهو ما يقلل من جاذبية الدولار الأميركي كملاذ آمن، ويدعم أسعار النفط.
على صعيد آخر، وفي خطوة هي الأولى من نوعها عالمياً، أطلقت السعودية، أمس الاثنين، مشروعاً توعوياً نوعياً يستهدف توعية الأطفال بالطاقة وأهميتها، معززة بذلك جهودها في تقديم نموذج دولي متقدم في مجال كفاءة الطاقة ودعم التوجهات الاستراتيجية في البيئة وخفض الانبعاثات والمناخ والاستدامة.

ورعى الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة السعودي، بحضور وزير التعليم يوسف بن عبد الله البنيان، حفل إطلاق مشروع «أطفال لتبقى» الذي تنظمه الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة «لتبقى»، إحدى مبادرات وبرامج المركز السعودي لكفاءة الطاقة بالتعاون مع وزارة التعليم، وذلك بمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) بمدينة الرياض، مستهدفاً الأطفال من عمر 4 – 12 سنة.

ويركز المشروع على تبني رسائل الوعي بين الأطفال حول أهمية الطاقة في المملكة، ودورها في الرخاء والتنمية، واستشعار المسؤولية في استهلاك الطاقة، وتشجيع ترشيدها، والوعي بالآثار المترتبة على أنماط استهلاك الطاقة المختلفة، وأساليب وسلوكيات توفير الطاقة.

ويشمل المشروع كذلك نشر برامج توعوية ومسلسلات كرتونية وإقامة معارض متنقلة في مختلف مدن المملكة، بهدف توعية الأطفال عن استهلاك الطاقة بطريقة جاذبة، ومعرفة سلوكيات الاستهلاك بأدوات ووسائل حديثة تناسب أعمارهم.