إنهيار الناتج المحلي يهدّد تكلفة وجودة الصحّة

في إطار الطاولات المستديرة التي تنظمها دورياً Liban 100%» بهدف إعادة إطلاق الحوار بين مختلف صنّاع القرار والفاعلين في الاقتصاد اللبناني، في مقرّها وتحت رعاية وزيرالصحة العامة فراس الأبيض، استضافت Liban 100%» المعنيين الرئيسيين في مجال الصحة والرعاية لإطلاق دورة جديدة من العمل تلت خططاً ومشاريع في طور الإعداد…

وتتناول هذه الدورة مشاكل وتحديات قطاع الصحة من زوايا مختلفة، وينبغي أن تجعل من الممكن إعداد توصيات ملموسة لإدماجها في الإطار الأكثر عالمية لوضع خطة إنقاذ وإنعاش للاقتصاد الذي سيكون القطاع الخاص الحجر الأساس فيه. وأدار الجلسة فادي رحمة والياس كسّاب. ومن المشاركين الرئيسيين إلى جانب وزير الصحة، نقيب الاطباء شرف ابو شرف، نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، رئيسة اتحاد مستوردي المعدات الطبية والمخبرية سلمى عاصي، امين عام نقابة الصيادلة محمد جابر، رئيس اتحاد نقابات موظفي البنوك جورج الحاج، رئيس جمعية شركات التأمين في لبنان إيلي نسناس، أمين عام شركات التأمين في لبنان جميل حرب، ومدراء عامون في المستشفيات الخاصة و عضو جمعية «إرادة» ورئيس اللجنة الطبية عبد السلام حاسبيني، وعضو جمعية «إرادة» مازن شبارو.

وأثار وزير الصحة قضية تكلفة وجودة الصحة في لبنان المهدّدة جراء الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي الذي تدهور خلال العامين الماضيين. وأعرب عن مخاوفه من استمرارية النظام الصحي الحالي. علاوة على ذلك، بدأت بعض المؤسسات الدولية في الترويج لفكرة حاجة لبنان للعودة إلى مستوى أكثر محدودية من الخدمات الطبية. نتيجة لذلك، قد يفقد لبنان موقعه الريادي في المنطقة ويصبح دولة هامشية. وعدّد الأبيض المعوقات التي تواجه النظام الصحي، منها الطبقة السياسية التي تعمل على تأجيل المشاكل بدلاً من حلّها، والشعب الغاضب الذي يرفض انتظار الإصلاح، وهو إحباط يمكننا تفهمه. ربما يعود ذلك إلى الافتقار إلى ثقافة التعاون بين المسؤولين والمواطن. واختتم الأبيض كاشفاً رغبته في التعاون بين كافة مكونات القطاع الصحي لحل المشاكل القائمة والاستعداد لمواجهة تحديات السنوات المقبلة.

من جهته، اعتبر أبو شرف في كلمته أن «هناك حاجة ملحة لدعم القطاع الخاص الذي أثبت نجاحه في إدارة القطاع الصحي»، مؤكّداً أن «التعاون بين القطاعين العام والخاص محبّذ لخفض التكاليف والحصول على نتائج أفضل». وشدّد على موضوع «إعادة الثقة إلى القطاع الصحي مع ضرورة الابتعاد عن السياسة والتركيز على التنمية». بدوره، كشف هارون أنه من «المستحيل العودة ثلاثين سنة إلى الوراء رغم الأزمة الخطيرة التي يمرّ فيها البلد بشكل عام والقطاع الصحي بشكل خاص، لأننا شعب مسلّح بالعلم والإرادة والحيوية». وأسف نسناس لتدهور القطاع الصحي «من حيث تدنّي جودة الخدمات، ما منع لبنان من الحفاظ على مكانته في الشرق الأوسط»، معرباً عن عزمه على «مواصلة النضال وقبول التغييرات التي حدثت». وأوضح أن «الضامنين من القطاع الخاص وشركات التأمين سيكونون قادرين على تقديم حلول لمواجهة تحديات المستقبل».

وناشد مدير عام مستشفى سيدة زغرتا المونسنيور اسطفان فرنجية الدولة لفرض البطاقة الصحية وتمنى وقف القرارات الشعبوية والتفرّج فقط على انهيار قطاع الرعاية الصحية. واتفق المشاركون على متابعة الملف الصحي من خلال الإمكانات الموضوعة وبالتنسيق مع100% Liban.››