“الأمن الداخلي” يرصد عجائبنا بخفة دم!

غالباً ما تكون الصفحات الرسمية لمسؤولين أو لأجهزة أمنية على مواقع التواصل، تتّسم بالجدّية. بحيث يشعر متابع هذه الصفحات أن منشوراتها أقرب إلى بيانات، لكن مع إضافة بسيطة، هي الإمكانية المتاحة أمام المواطنين للتعليق وإبداء الرأي.

لكن ماذا لو كانت بعض هذه الصفحات تتعمّد مخاطبة الناس بلغتهم؟ هذا ما بدأته صفحة قوى الأمن الداخلي اللبناني منذ فترة على موقعي تويتر وفيسبوك. “بوست” تلو آخر، يضيء كل يوم على واحدة من مشكلاتنا اليومية سواء تلك المرتبطة بأزمة السير أو عمليات تهريب مخدرات التي تحبطها القوى الأمنية.

هكذا إذاً، يمكن أن يرى مستخدم موقعي “تويتر” و”فيسبوك”، صورة لدراجة نارية محتجزة تنشرها صفحة قوى الامن الداخلي، وقد كتب فوقها تعليق “مهضوم” يأتي هو نفسه كإجابة على “هضامة” صاحب الدراجة.

فقد انتشرت قبل يومين صورة لدراجة نارية مخالفة لقوانين السير إحتجزتها مفزرة سير بعبداا. صاحب الدراجة وبدلاً من وضع لوحة أرقام، وضع لوحة أخرى مكتوب عليها “آه يا حنان”، فما كان من القيمين على صفحة الأمن الداخلي، إلا الردّ ب”آه يا حنان.. بالمرآب رح تنام”، وذلك من باب التأكيد للمواطنين أن الدراجة غير مسجلة ومخالفة لقوانين السير وبالتالي فإن مصيرها الحجز حتى يخضغ صاحبها للقانون. سابقاً قام مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية بضبط كمية كبيرة من الكبتاغون مهرّبة داخل مقاعد غرفة جلوس فكان العنوان الذي لفت انتباه المواطنين “مفروشات بطيّر العقل”.

أمثلة كثيرة أخرى يراها متابعو صفحة قوى الأمن الداخلي على تويتر وفيسبوك، يتفاعلون معها بشكل كبير وتدفعهم للبحث عن هوية من يقف وراء الحساب الذي يكسر الصورة الكلاسيكية والنمطية. والسبب أن العمل وفق هذه الطريقة “ليس وليد الصدفة”. وهذا النوع من العناوين كما يقول رئيس دائرة العلاقات العامة العقيد جوزف مسلم لـ “لبنان 24” الذي يُشرف على إدارة صفحات الامن الداخلي “موجود بكثرة، ويمكن مراجعة أخبار نُشرت سابقاً للتأكد من أن هذا النمط من العمل تم اعتماده منذ فترة”.

بالطبع، يستند هذا الشكل من المزج بين تنفيذ القانون على المخالفين وطريقة التعبير عنه وإعلام الناس به،  إلى أشخاص نشطين على مواقع التواصل ويدركون كيفية إدارتها حتى ولو كانت تابعة لجهة أمنية.

وعليه فإن العمل “يتم بالتنسيق مع فريق يتألف من مجموعة مؤلفة من شباب وفتيات”، بحسب العقيد مسلم الذي يضيف أنه “يجري التشاور في ما بينهم حتى ينجحوا في ابتكار عناوين وهاشتاغات جديدة وحملات تطال كل المواضيع الاجتماعية”.

على هذا الأساس انتشرت مجموعة من الهاشتاغات التي حظيت بتفاعل كبير من اللبنانيين، خاصة أنها كانت تتكلم صراحة عما يمسّ حياتهم ويعرّضهم للخطر كالمخدرات وإطلاق النار، فأطلقت قوى الامن هاشتاغ “ابنك ما اخترع البارود” للتوعية بمخاطر هكذا عادة يذهب ضحيتها الأبرياء.

 

بالإضافة الى هاشتاغ # بتقبل_تقتل/ إذا نجحت بالامتحانات … ما تسقّط غيرك برصاصة، وأخرى # بتقبل_تقتل/ لنفرح كلنا سوا… ما تطلق النار بالهوا.

وكذلك الامر مع هاشتاغ “عجائب دنيا السير” التي فضحت حجم المخالفات المميتة على طرقاتنا.

وإذ يؤكد العقيد مسلم أن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان”داعم للفكرة ومتابع للصفحة”، فإنه يشير إلى أن “مبدأ السوشيل ميديا تغير ولا يجب أن تكون لغته صعبة وجامدة”.

ذلك أن “الهدف هو أن تصل إلى لاوعي الناس بطريقة سلسة”، وتالياً “تطبيق القانون بطريقة جميلة وكسر الحاجز مع المواطنين” من خلال طريقة “البوست”، كي لا يكون “جدّي كثيراً”، وفق مسلم.