الامال معلقة على المغتربين هذا الصيف لدعم لبنان واقتصاده وسياحته

يبدو أن الآمال خلال هذا الصيف معلقة مجددا على المغتربين وقدومهم إلى لبنان الذين تحدوا الحرب والشائعات والتحذيرات واتوا بكثرة الى لبنان والدليل الارقام التي سجلها مطار رفيق الحريري الدولي الذي يثبت توافدهم باعداد تتجاوز العشرة الاف مسافر يوميا مصادر سياحية تتوقع ان يرتفع العدد الى ١٦الف مسافر يوميا اعتبارا من منتصف تموز المقبل مع زيادة عدد الرحلات المتجهة الى لبنان .

وليس هذا فحسب فان المغترب اللبناني الذي اعلن هذا التحدي اثبت مرة اخرى وقوفه الى جانب اللبناني المقيم واقتصاده من خلال التحويلات المالية التي اقتربت من ٧ مليارات دولار في العام ٢٠٢٣.

وبحسب تقديرات البنك الدولي، فقد تَبَوَّأَ لبنان المركز الأوّل في المنطقة والمرتبة الثالثة عالميّاً من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في الناتج المحلّي الإجمالي، والتي بلغت 30.7% في العام 2023 (35.7% في العام 2022) وهذا يعني ان لبنان في اقتصاده وسياحته يعتمد على اللبناني المغترب مرة اخرى هذا الصيف. رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز يقول في هذا الصدد :

لقد قمنا بزيارة أهلنا واصحابنا واولادنا في عالم الاغتراب وللحقيقة رأينا ما يسعد القلب ويحييه فإينما اتجهنا كنا نجد التجاوب الكبير منهم بالنسبة لتعلقهم بلبنان . ان شعار الجامعة الثقافية لهذا العام هو “ما في احلى من لبنان” وما ابدوه لنا من تجاوب جعلنا نشعر أنه شعار واقعي فنحن نعيش في الخارج ونسافر كثيرا ونرى أن هذا الأمر هو حقيقة لذا نؤكد أنه لا يوجد احلى من لبنان والشعار هذه السنة هو الشعار المناسب في الوقت المناسب .أما بالنسبة لسفرهم إلى لبنان فهم مصرون على المجيء إلى لبنان وتمضية الصيف في ربوعه وذلك من القارات الخمس حول العالم اي من استراليا (لاحظنا مجيء عدد كبير من اللبنانيين من هذه القارة) أفريقيا، أوروبا والعالم العربي واميركا والى حد ما اميركا اللاتينية والبرازيل . للحقيقة يوجد حماس كبير للعودة إلى لبنان خلال الصيف. اننا متفائلون جدا هذا العام بانه سيأتي إلى لبنان حوالى مليون ونصف مغترب رغم كل الإشاعات التي نسمعها وكل تصاريح السفارات التي تحذر من المجيء إلى لبنان . لقد بدأنا نرى الازدحام على الطرقات منذ شهر حزيران الماضي وكذلك في الفنادق والمطاعم والاماكن السياحية وعلى الشواطىء اود القول أيضا أن لبنان قام تاريخيا على المغتربين وهذه نعمة إذ ان نعمة الاغتراب هي ثروة حقيقية للبنان. ان البعض ينتقد اغتراب أولادنا وتركهم للبلد وهذا صحيح إذ ان الكثير من الطاقات المهمة اغتربت وتركت الوطن لكن في النهاية لبنان بلد صغير وغير قادر على استيعاب كل هذه الطاقات التي تسعى في الخارج للنجاح مع الابقاء على صلتها بوطنها الأم ولذلك اعتبر هذا ثروة هائلة للبنان عليه المحافظة عليها وتشجيع هذه الطاقات والاهتمام بها أثناء زيارتها للبنان واعطاؤها حقها كما يجب. انا اتذكر ايام الرئاسات الأولى خلال عهد الرئيس فؤاد شهاب وعهد شارل حلو وسليمان فرنجية انهم كانوا يهتمون شخصيا بالمغتربين ويحضرون المؤتمرات الخاصة بهم ويقيمون لهم المهرجانات بواسطة وزارات السياحة والثقافة او وزارة الخارجية . لقد كانوا يدعونهم إلى القصر الجمهوري ويكرمونهم ويقيمون لهم فيه الحفلات.

وحيا فواز الرئيس نجيب ميقاتي على موقفه الجيد الذي أطلقه وقد كنت موجودا وسمعت الكلمة التي ألقاها. لقد وضع أصبعه على الجرح وانا احييه واشكره على اهتمامه بالمغتربين وبخاصة انني اعلم يقينا أنه مهتم جدا بشؤون المغتربين ويعول كثيرا على الاغتراب اللبناني ويعرف جيدا قيمته.

ولكنه طالب بوزارة سياحة ومغتربين فيرد فواز أنه موضوع سياسي لن ندخل به لكننا نرحب بذلك رغم أن وزارة الخارجية هي المعنية بالأمر مباشرة عبر السفارات الموجودة في الخارج وهو أمر يهمنا أكثر لأننا نريد أن تكون علاقاتنا جيدة مع السفارات في الخارج .

ويعترف فواز أن القصة ليست قصة محاذير او خوف انها أكبر من ذلك وقد أصبحت مرتبطة بانتمائهم للوطن وهذا أمر مهم جدا إذ ان الانتماء هو سمو في العلاقة بين المغترب والوطن وهذا الانتماء برأيي هو أعمق من التأثر باي ظروف آنية مهما كانت. ان الغربة تقوي الحنين إلى الوطن وهذا لا يشعر به المواطن المقيم بينما المغترب يعاني مصاعب الغربة فيقوى حنينه لبلده. انا أرى أن القصة أكبر من أي ظرف آني إذ ان الحنين إلى الوطن أشد قوة لذا يأتي المغتربون إلى لبنان خلال الصيف والمناسبات والأعياد مما يخلق حركة اغترابية ملفته في الوطن وقد لمسنا هذا في السنوات الأخيرة وهذا نابع من الشعور بالانتماء القوي إلى الوطن .

لكن الحرب في الجنوب ألن تؤثر في عودة المغتربين الذين يتحدرون من تلك المنطقة؟ انا أرى انهم سيأتون لرؤية أهلهم ومساعدتهم وللاصطياف في لبنان ومن لا يقدر أن يمكث في بلدته سيمكث في مكان آخر من لبنان ويقضي وقته بين أهله.

لقد بينت احصاءات العام الماضي أن التحاويل إلى لبنان بلغت ٧ مليار دولار و٨٠٠ مليون فما هي توقعاتكم على هذا الصعيد خلال هذه السنة؟ انا أرى انها ستتجاوز ٨ مليار دولار نظرا لحاجة لبنان والأهل فيه وارتفاع كلفة المعيشة . ان المغترب اللبناني لا يزال يساعد اهله ويستثمر في بلده رغم ظروفه الصعبة. انا مطمئن إلى أن لبنان سينهض باولاده المقيمين والمغتربين. ان اهتمام المغترب بوطنه كبير جدا وسط هذه الظروف الصعبة.

الا تخافون على استثماراتكم في الجنوب؟

انا مستثمر وطني ولا أريد القول أكثر من ذلك . أن استثماراتي مرتبطة بمصلحتي ومصلحة وطني وارى أن لبنان هو أكثرالبلاد أمنا لاستثماراتي. ربما أتعرض لنكسة غير عادية او غير متوقعة وهذا بيد الله لكن الاستثمار في لبنان نابع من قناعتي الوطنية التي تربطني ببلدي الحبيب كما أنني بعد تجاربي الطويلة في كل دول العالم أرى أن بلدي هو أكثر البلاد أمنا للاستثمار. أن بر الأمان هو وطني.

ما هو الدور الذي تؤديه الجامعة الثقافية خلال هذا الصيف وهل تنسق بين المغتربين والجهات الرسمية ؟ تقدم الجامعة خلال الصيف العديد من الحفلات تدعو إليها المغتربين كما تقوم بنشاطات سياحية ثقافية فنية واغترابية، وتدعو لاجتماعات دورية كما لديها ويب سايد تبث من خلاله الأخبار للمغتربين إلى جانب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تبث فيها النشاطات والأمنيات والرغبات التي توجهها للمغتربين وتلفت نظرهم إلى البلد الذي يدعوهم ونحن نجد لديهم الأهتمام الكبير بهذه النشاطات ويقدمون لنا كل الدعم والتجاوب على هذا الصعيد. اننا نقول اخيرا ان لبنان يقوم بجناحيه المقيم والمغترب ولهذا نصر على أن يبقيا سليمين كي يحلق لبنان كطائر الفينيق.