«التخبيص» عن بُعد: ضعف المستويات آتٍ

مع فتح وزارة التربية مسارات مختلفة للتعليم عن بعد، في غياب التخطيط ووحدة المعايير، تُرك كلٌّ من مكوّنات الأسرة التربوية «يدبّر راسو بمعرفتو». نحو 60 في المئة من تلامذة المدارس الرسمية اختاروا – طوعاً أو قسراً – التعليم بواسطة «واتساب». 10 في المئة فقط من المعلمين في القطاع الرسمي البالغ عددهم نحو 40 ألفاً تلقّوا «تدريباً إلكترونياً»، فيما تنطبق مقولة «الشاطر بشطارتو» على بقية المعلمين الذين سعى بعضهم إلى التدرّب الذاتي على المنصات التعليمية التفاعلية («تيمز» و«زوم» وغيرهما)، و«هرب» قسم آخر إلى «واتساب»، إما لعدم إجادتهم استخدام هذه المنصات، أو لأنهم استسهلوا الوسيلة بسبب تجاوب الأهل الذين لا يريدون الالتزام بتعليم تزامني مباشر والبقاء إلى جانب أبنائهم في أوقات محددة. وبذلك، يمكن أن يعودوا إلى الرسائل والـ«فيديوهات» التي تُرسل عبر التطبيق في أيّ وقت.

بعض المديرين يتحدثون عن «مشهد مخيف». إذ أن بعض التلامذة «لا يحضرون الصفوف وليس هناك أي تواصل بين المدرسة والأهل الذين لا يملكون أدنى فكرة عن تحصيل أبنائهم، إما بسبب ظروف معينة أو لاستخفافهم بالتعليم عن بعد».

التلامذة «يُظلَمون في ظل معوقات كثيرة أمام التعلم عن بعد ولا سيما بالنسبة إلى التجهيزات والإنترنت والواقع الاقتصادي»، بحسب أستاذ الفلسفة في التعليم الثانوي الرسمي حسين غدار. صحيح أن «معظم الأساتذة يقومون بأفضل الممكن ضمن المتاح»، إلا أنه لا جدل حول الإنتاجية المحدودة للتعليم عن بعد، رغم أن هذه الإنتاجية تتفاوت بين مدرسة وأخرى ومرحلة عمرية وأخرى، بحسب رئيس اللجان النقابية في التعليم الأساسي الرسمي ركان الفقيه، لافتاً إلى عدم جواز «جلد الأستاذ الذي، كما التلميذ، يعمل في ظروف خانقة صحياً واقتصادياً وفي ظل نظام تربوي متخلّف».

لقطاع الخاص أيضاً مشاكله مع التعليم عن بعد. فالعودة إلى الصفوف في بداية العام الدراسي كشفت، بحسب عضو مجموعة «نقابيات ونقابيون بلا قيود» والتيار النقابي المستقل، مهى طوق، حجم الفجوة التعليمية بعد الترفيع الآلي للتلامذة العام الماضي. وفي التعليم الخاص، «يظهر واضحاً التفاوت واللاعدالة». ففي حين تؤمّن بعض المدارس الكبيرة 20 أو 40 جيغابايت للتلامذة لمتابعة التعليم «أونلاين»، لا يختلف حال التلامذة «الفقراء» في هذا القطاع عن تلامذة المدارس الرسمية.

يذهب الباحث في التربية والفنون نعمه نعمه إلى أن «ما يحصل في المدارس حالياً ليس تعليماً عن بعد، إنما تمرير لوقت التلامذة وتبرير لدفع رواتب الأساتذة». إذ «ليست هناك معايير لقياس عملية الاكتساب، والملامة لا تقع على المعلمين الذين يقوم معظمهم بجهد استثنائي». ولفت إلى أن «الجميع يذهبون باتجاه تقييم أداة التعلم (واتساب، تيمز، غوغل كلاسروم، زوم…)، في حين أن المشكلة تكمن في الهندسة التعليمية ومدى تكيّف المضمون مع الأداة».

 

للاطلاع على المقال كاملا:

http://www.al-akhbar.com/Community/299679