الحل الترقيعي يفشل.. والمحروقات تحلّق..

لبنان يغلي حياتياً وشعبياً، والحلّ الترقيعي الذي قرره المجلس الوزاري المصغّر في بعبدا السبت، اصطدم بفشل سريع وذريع، وتفاقمت ازمة المحروقات أكثر، وامتدت طوابير الذل كيلومترات أمام محطات المحروقات مع ما يرافقها من إشكالات وحوادث خطيرة. وأبقت زيادة اسعار المشتقات النفطية الكلمة لمافيات السوق السوداء التي علناً، وعلى عينك يا تاجر، أوصَلت سعر صفيحة البنزين الى ما يفوق الـ750 الف ليرة ناهيك عن المازوت الذي قارَبَ سعر صفيحته الـ600 الف ليرة، وقارورة الغاز بـ350 الف ليرة، من دون ان تبادر اجهزة السلطة الى ردعها، هذا في وقت بدأت نُذر أزمة مياه خطيرة تطل برأسها، وهو ما حذرت منه منظمة اليونيسيف قبل ايام قليلة، وتوقعت تداعيات شديدة الخطورة جراء ذلك.

تَتبدّى صورة قاتمة حول مستقبل الوضع في لبنان، رسمتها مصادر ديبلوماسية غربية، بقولها: وضع لبنان يبعث على التشاؤم. وقالت المصادر: لم نعد نملك ما نقوله، نحن نرى انهيار لبنان، ونحزن لشقاء اللبنانيين وحياتهم الصعبة، علماً أنه كان في إمكان القادة اللبنانيين ان يمنعوا هذا الانهيار، فلم يفعلوا مع الأسف، ونحن حذّرناهم مرات عديدة من دون أن نَلمس استجابة منهم.

وأضافت المصادر: نحن نسمع صراخ اللبنانيين، ونرى معاناتهم الكبيرة، وما زلنا نعتبر انّ العلاج السريع يكمن في المُسارعة الى تشكيل حكومة بعيداً عن الشروط والمطالب التي تعطّلها. فلبنان امام مرحلة صعبة، وعلاج أزمته يتطلّب فترة طويلة، وكل تأخير في تشكيل الحكومة سيضعه امام سنوات طويلة شديدة الصعوبة عليه.