“العاشوري” في طرابلس بـ140 ألفاً: “عمرنا ما ناكل”

أصبح دخول محلات الخضار والفاكهة في طرابلس هذه الأيام كدخول النار نفسها. فالفواكه والخضار، وهي المأكولات التي يعتمد عليها اللبناني لا سيما في أيام الصيف والحرارة، صارت أحرّ من الصيف نفسه، وأسعارها اليوم إلى جانب انقطاع الكهرباء جعلت موسم الصيف أشدّ صعوبة وإيلاماً.

في مثل هذه الأيام من السنة؛ يبدأ دخول الفستق الحلبي الأخضر المعروف بـ”العاشوري” إلى السوق اللبناني، وينتشر في محلات الخضار والفاكهة وكذلك في البسطات على الطرقات في مدينة طرابلس وضواحيها. في السابق وقبيل الأزمة الحالية، كان سعر الكيلو الواحد منه لا يتجاوز 15 ألف ليرة. في الموسم الماضي من العام المنصرم، تراوح سعر الكيلو الواحد ما بين 30 و 40 ألف ليرة لبنانية. من السنة الماضية إلى هذه السنة ومن موسم إلى آخر، واصل الدولار الأميركي ارتفاعه، لكن لم يكن أحد ليتوقع لا سيما عشاق العاشوري، بأن يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 140 ألف ليرة، أي بزيادة 100 ألف ليرة عن العام الماضي.

عندما كان ينتصف الصيف ويبدأ العاشوري بدخول الأسواق، كانت تنتشر عربات البيع في جميع أنحاء مدينة طرابلس. يحاذر الباعة اليوم شراء كميات كبيرة منه؛ فالطلب عليه هذه المرة قليل، لأن أسعاره مرتفعة جداً. يستذكر الحاج عمر السنوات الخوالي عندما كان العاشوري يباع بـ12 و 15 ألف ليرة وكل الناس تشتري ويقول: “كنا ما نلحق بيع وكانت بعض الناس بهيديك الأوقات تعتبر العاشوري غالية فشو بدك تقول هلق”؟

يمتنع أصحاب المحلات والبسطات قصداً عن وضع تسعيرة كيلو العاشوري لأنه في حال شاهدها الزبون فلن يدخل إلى المحل البتة.. كثيرة هي العائلات اليوم التي لم تعد تستطيع شراء الأطعمة والخضار والفواكه والحبوب التي كانت تفضّلها ولطالما تعودت عليها. إنه زمن الغلاء الفاحش وحرمان اللبناني من كل شيء، على أمل ألا يأتي يوم يُمنع فيه حتى من الأكل لأنه باختصار قد أصبحت أي أكلة أو فاكهة أو مزروعات موسمية معينة، تفوق قدرته الشرائية بكثير الكثير.