العالم يتجه للطاقة المتجددة… واستهلاك الفحم لم ينحسر

في الوقت الذي يسعى فيه العالم نحو الطاقة المتجددة للتخلص من الانبعاثات الكربونية والحفاظ على درجة حرارة الأرض، تصرّ بعض الدول على استخدام الفحم الذي يُعد المسبب الأكبر للتلوث في توليد الكهرباء. ويعتبر وقف تمويل الوقود الأحفوري، وعلى رأسه الفحم، خطوة كبيرة صوب الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وهو مستوى يقول العلماء إنه سيمكن العالم من تجنب أكثر تأثيرات التغير المناخي تدميراً.
ورغم ذلك، ارتفع إنتاج الفحم في الصين خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي، 11.1 في المائة على أساس سنوي، ليصل إلى 1.29 مليار طن. والصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهي أكبر مستخدم للفحم وأكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري، وواصل استهلاك الفحم الارتفاع للعام الرابع على التوالي.

وافقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى يوم الجمعة على وقف التمويل العالمي لمشروعات تستخدم الفحم وتتسبب في انبعاثات كربون ضارة، وذلك بنهاية العام الحالي، والوقف التدريجي لمثل هذا الدعم لكل أنواع الوقود الأحفوري للوفاء بالأهداف المتفق عليها عالمياً لمكافحة التغير المناخي. ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان إضافة للاتحاد الأوروبي.
وقالت «مجموعة السبع» في بيان: «الاستثمار العالمي في الفحم غير المعالج يجب أن يتوقف الآن».

ساعد تسارع مشاريع الطاقة المتجددة وتنامي استهلاك الغاز الطبيعي على الحد من حصة استهلاك الفحم بعد أن كانت نحو 68 في المائة على مدى العشر سنوات الأخيرة و57.7 في المائة قبل عام، لكن حجم استهلاك الفحم لم ينحسر. وارتفعت حصة الطاقة «النظيفة» – شاملة الغاز الطبيعي والكهرباء المائية والطاقة النووية وطاقة الرياح – نقطة مئوية واحدة إلى 42.3 في المائة من الاستهلاك. وزاد استهلاك الطاقة 2.2 في المائة إلى 4.98 مليار طن من مكافئ الفحم العام الماضي، ونما الطلب على النفط الخام 3.3 في المائة وعلى الغاز الطبيعي 3.3 في المائة.

وتعهدت الصين بوقف الزيادة في انبعاثات الكربون قبل 2030 وتستهدف مستويات للسيطرة على استهلاك الطاقة، لا سيما حرق الفحم، وتحسين الكفاءة. وتراجع حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لوحدة النمو الاقتصادي الواحدة بنسبة واحد في المائة العام الماضي.