الكرملين يؤكد على استمرار العمل مع «أوبك بلس»

أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا ستواصل تطوير العلاقات مع الدول العربية، وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي، بما في ذلك في مجال الطاقة لضمان أسعار عادلة لها.

وقال بيسكوف، في مقابلة مع قناة «آر تي» الروسية، الأحد: «ستواصل روسيا تعاونها مع كثير من دول العالم العربي، وفي مقدمتها دول الخليج العربي، في الجهود الرامية إلى ضمان أسعار عادلة للطاقة وخاصة النفط. أنا أتحدث عن صيغة (أوبك بلس)، ونحن بشكل عام، نشعر بالرضا التام عن كيفية تطور علاقاتنا، وسوف نستمر في القيام بذلك»، بحسب وكالة أنباء «تاس» الروسية.

وأشار بيسكوف إلى أن «العالم أكبر وأغنى بكثير من الغرب». وتابع «غالبية الناتج المحلي الإجمالي العالمي لا يتم توليده حاليا في الغرب، بل في بقية أنحاء العالم. وبقية العالم يتطور بشكل أكثر ديناميكية بكثير من الدول الغربية».

وقال بيسكوف إن الوقت الحالي يشهد فترة تحول خطير للغاية، حيث تتغير قواعد اللعبة في الاقتصاد والسياسة والقانون الدولي. وأضاف «(القواعد) تتغير حيث ترفض غالبية الدول، ومنها الدول العربية، هذا التوجيه في العلاقات الدولية، وهذه المحاولات لإملاء الشروط وفرض الإرادة». وختم بيسكوف بالقول: «في هذا الصدد، ستدعم روسيا الدول العربية. وروسيا والصين متحدتان في هذا الصدد ولديهما مواقف متشابهة أو متقاربة للغاية».

تساهم دول «أوبك بلس» بنحو 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي. ووسط تراجع أسعار النفط، توصلت دول «أوبك بلس» إلى اتفاق جديد بشأن الإنتاج في وقت سابق من الشهر، وتعهدت السعودية، أكبر منتج في المجموعة، بخفض إنتاجها اعتبارا من يوليو (تموز)، بالإضافة إلى اتفاق «أوبك بلس» الأوسع نطاقا للحد من المعروض حتى عام 2024.

تأتي تصريحات الكرملين الأحد، بعد يوم واحد من تصريحات إيغور سيتشن رئيس شركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت»، التي قال فيها إن روسيا تخسر فرصا لصالح دول «أوبك بلس»، لأنها تصدر حصة من إنتاجها النفطي أقل من تلك الدول. أضاف سيتشن، وهو حليف قديم للرئيس فلاديمير بوتين، أن طفرة إنتاج النفط في الولايات المتحدة، التي لا تنتمي إلى مجموعة «أوبك بلس»، تؤثر على سوق النفط العالمية بشكل أكبر من تأثير منتجي نفط آخرين.

وأشار بعض الخبراء والمحللين إلى أن صادرات النفط الروسية لا تزال مرتفعة نسبيا على الرغم من تخفيضات الإنتاج.

وفي كلمة خلال منتدى اقتصادي، قال سيتشن إن بعض دول «أوبك بلس» تصدر ما يصل إلى 90 في المائة من إنتاجها، بينما تصدر روسيا نصف إنتاجها فقط إلى السوق العالمية. وتابع «يضع هذا بلدنا في وضع أقل استفادة في ظل الآلية الحالية لتقييم التأثير والوصول إلى الأسواق الرئيسية… في هذا الصدد، يبدو من المناسب مراقبة صادرات النفط أيضا وليس حصص الإنتاج فحسب، نظرا لاختلاف أحجام الأسواق المحلية». وينظم تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، حاليا الإنتاج فقط وليس الصادرات.

وقال سيتشن في المنتدى أيضا إن دول «أوبك» تواجه صعوبة متزايدة في إيجاد أرضية مشتركة بسبب الاختلافات في البنية الاقتصادية وإنتاج النفط. وأضاف «في السنوات المقبلة ستواجه البشرية مشكلة الطاقات الإنتاجية، ولن تظل دول (أوبك) قادرة على تلبية الطلب المتزايد».