رئيس جمعية تجار عاليه لـ”ليبانون إيكونومي”: الوضع في لبنان قابل للحل.. والمطلوب هو الإنماء

أشار رئيس جمعية تجار عاليه سمير شهيب في حديث خاص لموقع “ليبانون إيكونومي” أنه وبعد إستكمال الهيئة الإدارية هناك جملة مشاريع لكن الأولويات باتت تفرضها الأحداث، وبالتالي لا يمكن وضع خطة لمدة عام أو عامين، لافتاً الى الخطط الحالية من خلال التأمينات وبطاقة التسوق، وتسهيلات للفحوصات، وتنظيم المهرجانات والمعارض في فصل الصيف من أجل التسويق لمدينة عاليه والجوار، الى مختلف النشاطات التي تنظمها الجمعية، ونحن كنا نحضر لهذه النشاطات قبل فترة من الزمن، لكننا الآن لا نعلم ما الذي يمكن أن يستجد غدا او بعد غد.

وعن الخطوات التي تتخذها الجمعية لدعم تجار عاليه في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، يشير شهيب الى وجود عدة نقاط “لا سيما الحسم من قيمة الإيجارات بين العشرة والعشرين بالمئة من خلال التواصل مع اصحاب الاملاك، كذلك نحاول تأجيل الغرامات والضرائب، ويلفت الى ان هناك مشكلة مع الضمان الاجتماعي ويعملون على حلها”.
وعن الخطوات التي تم إتخاذها لمواجهة فيروس كورونا يضح شهيب أن التعاون قائم مع بلدية عاليه، حيث سيتم القيام بحملة تعقيم تشمل كافة المؤسسات في مدينة عاليه، لكنه يسأل عن فعالية الإجراءات الوقائية بظل عدم القيام بمنع السفر والرحلات من البلدان الموبوءة، مشيراً الى أن هذا الأمر يجب إبعاده عن السياسة لأن صحة الناس هي المهددة، ويدعو الدولة الى التعاطي بمسؤولية في مواجهة فيروس كورونا”.


ويؤكد رئيس جمعية تجار عاليه أن المدينة باتت مقصدا للزوار في الصيف والشتاء بظل توافر مقومات الحياة فيها، وربما في الصيف تكون الحركة أكثر حيوية، وإذ يبدي شهيب جملة من التساؤلات حول مصير لبنان والأزمات التي يعانيها لا سيما على المستوى الاقتصادي، يرى أن هناك مشكلة كبيرة في الوقت الحالي، كما يلفت الى أنهم على تواصل مع الوزارات والجهات المعنية، لكنهم لم يتعرفوا حتى اليوم مع أي جهة في الحكومة الجديدة، التي يعتقد أنها لن تصل الى أي شيء لأنه يرى بأن الحل في مستوى لبنان وتركيبة النظام ككل، لان التغيير الذي يحصل يقتصر على الوزير فقط، بينما تبقى الهيكلية القائمة وبالتالي تكون حركة الوزير مقيدة وصعبة في ظل سيطرة المرجعيات على الهيكلية العامة للنظام”.

ويعتبر شهيب أن “المشكلة في لبنان قابلة للحل بين ليلة وضحاها مهما بلغ حجمها خصوصا واننا بلد صغير، والدين العام البالغة قيمته مئة مليار ليست معضلة كبيرة وتأمين هذا المبلغ يمكن من خلال استعادة المال المنهوب وعائدات البترول والمساعدات التي تأتي من الخارج، ولبنان حاضر للعودة الى الحياة وهو ليس كباقي البلدان التي تشهد أزمات ومشاكل، خصوصا وأن عدد سكان لبنان ليس كبيراً، ويشير الى عدد من المشاكل كالسلاح، والتهريب، والتهرب الضريبي، وهذه الأمور يمكن حلها اذا توافرت النوايا، فنحن بحاجة الى دعم الخارج فقطاعات الصناعة والزراعة لدينا صغيرة وقيمة وارداتنا اكبر بكثير من قيمة الصادرات للخارج، وبالتالي نحن بحاجة الى رضى دولي وعربي على لبنان من أجل حل مشاكلنا وتغطية العجز لدينا، ولدينا الأمل دائما بأن الآتي أفضل والحل هو بالسياسة وليس بالإقتصاد، ووضع لبنان قابل للحل، كما هناك حاجة للإصلاح على مستوى الوزارات السيادية وغير السيادية”.


وإذ يرى شهيب أن البترول سيكون سببا للنقمة وليس نعمة، يلفت الى أننا بلد نفطي منذ زمن بعيد ويقال ان لدينا بئر للغاز يعتبر من أهم الآبار في المنطقة وكميته كبيرة، لكن المشكلة ان الدول كبيرة تريد حصتها ما يعني أن البترول ليس ملكا لنا وحدنا”.

أما على صعيد الوضع الإنمائي في قضاء عاليه بشكل عام، يشير رئيس جمعية تجار عاليه الى “جملة من العوائق لافتا الى أننا نعتبر مناطق ريفية ونائية والسبب الرئيسي يكمن في غياب خط مواصلات سريع مع العاصمة بيروت وباقي المناطق، مشيرا الى الوضع المزري لخط الشام، الى جانب الحاجة الى توفير وجود مؤسسات الدولة من مدارس وجامعات وهذه تقع على عاتق الدولة،ويلفت الى مسألة عودة أهالي الجبل مشيرا الى أن المقصود بالعودة هي عودة جميع سكان الجبل الذين نزحوا الى بيروت بسبب الوضع الاقتصادي وغياب فرص العمل، مؤكداً ان المصالحة إنتهت منذ زمن بعيد وصفحة الحرب طويت، ويشدد شهيب على ان تحقيق الإنماء هو السبب الرئيسي لعودة جميع الطوائف الى عاليه، الى جانب عودة المصطافين لا سيما الطبقة الثرية التي كانت تنعش وضع المنطقة، فالإنماء يجب ان يكون على مستوى لبنان بأسره، ويؤكد على أهمية استكمال مشروع الاوتستراد العربي الذي يعتبر شريانا حيويا لمنطقة عاليه”.

ويختم رئيس جمعية تجار عاليه مشيراً الى أننا نعمل من أجل إبقاء روح المبادرة وعدم الإستسلام والصمود في ظل الواقع الصعب حالياً، مؤكداً أن ما عجزت الحرب عن تحقيقه لن يحصل الآن بسبب الأوضاع الاقتصادية، ونحن سنبقى في بلدنا ومناطقنا من أجل أن يحيا لبنان في النهاية”.