زيارة أوغلو: استعداد تركي لمساعدة الجيش وبالطاقة وإعمار المرفأ

وصل أوغلو إلى بيروت مساء يوم الإثنين، وعقد لقاءات مع بعض الجمعيات والمواطنين الأتراك، بالإضافة إلى عقده لقاء مع وزير الاقتصاد أمين سلام، جرى خلاله البحث في مجموعة مشاريع اقتصادية. وصباح الثلاثاء توجه أوغلو إلى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وأبلغ عون الوزير أوغلو، خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، أن لبنان يرحّب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لاسيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا، تشجيعاً للعودة. وأيّد الرئيس عون تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك، مع تركيا والأردن والعراق. وأكد رئيس الجمهورية الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطويرها في المجالات كافة، وخصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لاسيما وأن الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا.

وشكر عون الوزير أوغلو على التضامن الذي تبديه بلاده مع لبنان في الظروف التي يمر بها، مقدراً مشاركة تركيا في المكوّن البحري للقوات البحرية التابعة لـ”اليونيفيل”، فضلاً عن المساعدات الإنسانية والعسكرية التي تقدمها سواء على المستوى الحكومي، أو عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية، أو المنظمات غير الحكومية. وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن يصار قريباً إلى افتتاح مستشفى صيدا للحروق والكسور، بعد استكمال تجهيزه. وحمل الرئيس عون الوزير أوغلو تحياته إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مجدداً الطلب من تركيا بالمساعدة على عودة القبارصة الموارنة إلى قراهم في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص، بعد التأخير الذي حصل لإنجاز هذه الخطوة لأسباب لوجستية، وأخرى مرتبطة بانتشار وباء “كورونا”. وكان الوزير أوغلو نقل إلى عون رسالة شفهية من الرئيس أردوغان، أكد فيها على عمق العلاقات بين لبنان وتركيا ورغبته في تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة، مهنئاً بقرب حلول عيد الاستقلال. وأشار إلى أن الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تركيا، ستكون مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة، التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقاً. وأعرب عن أمله في أن يتجاوز لبنان قريباً الأزمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج، وعن استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة في هذا المجال.

بعدها انتقل الزائر التركي إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي. ومن هناك أشار أوغلو إلى أن برّي: “أبلغنا عن الانتخابات النيابية في آذار المقبل، وقد اتفقنا على تطوير العلاقات بين المجلسين، وتحدثنا عن تطوير العلاقات بين البلدين في المستقبل. وشكر وزير الخارجية التركي برّي على الاجتماع المثمر الذي بحث العلاقات بين البلدين”.

كذلك التقى أوغلو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي متانة العلاقات اللبنانية – التركية، وشدد ، في خلال إستقباله اوغلو بعد ظهر اليوم في السراي الكبير،على “أن ما بين لبنان وتركيا علاقات تاريخية وطيدة، ونحن نقدر لتركيا اهتمامها الدائم بلبنان ودعمها له على المستويات كافة”. بدوره أبدى اوغلو سروره للقاء الرئيس ميقاتي ، ووجه له دعوة رسمية لزيارة تركيا قريبا للبحث في مجالات التعاون . كما أبدى، بشكل خاص،اهتمام تركيا بدعم القطاع الصحي في لبنان ولا سيما المستشفيات الحكومية، وتزويدها بالادوية والمستلزمات الطبية”. وشدد “على تقوية الاستثمارات التجارية والتعاون السياحي بين البلدين”.

وبعد لقائه بوزير الخارجية عبد الله بو حبيب، لفت وزير الخارجيّة التركيّة إلى “أنّني ممتنّ لوجودي في لبنان، ولزيارتي صديقي بو حبيب، وهذه زيارتي الرّابعة إلى لبنان منذ عام 2016، وسأكون ممتنًّا لدعوة بو حبيب إلى تركيا”.

وأشار إلى “أنّنا نريد تطوير علاقاتنا الثنائيّة على جميع الأصعدة، وتناولنا اليوم كيف يمكننا تطوير علاقتنا السياحيّة، وعلاقاتنا في مجالَي الزّراعة والطّاقة”، مبيّنًا أنّ “الوجهة السياحيّة الأولى للشعب اللبناني هي تركيا، ومن المعروف محبّة الشعب التركي واهتمامه بلبنان. كما تناولنا المواضيع الإقليميّة”. وأعلن جاويش أوغلو “أنّنا البلدان الأكثر تأثّرًا جرّاء الأزمة السورية، وتناولنا مع بو حبيب كيفيّة التعاون من أجل الإعادة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلدهم، والتعاون بين البلدين في ما يتعلّق بهذا الخصوص”. ولفت إلى “أنّنا نشعر بالحزن جرّاء الأزمة الأخيرة الّتي حصلت بين لبنان والخليج، ونتمنّى أن يتمّ حلّ هذه المشاكل والأزمات عبر الاحترام المتبادل والمفاوضات والطرق الدبلوماسيّة، ونحن جاهزون للقيام بدورنا في هذا الخصوص”.

وأكد بو حبيب أن “لبنان وتركيا يستضيفان العدد الاكبر من النازحين بالإضافة إلى العراق والاردن، ومن مصلحة هذه البلدان توحيد الجهود في هذا الإطار، والطلب من المجتمع الدولي التقاسم العادل للأعباء والعمل على إعادة النازحين إلى بلدهم”. ولفت إلى أنه تم بحث تعزيز التعاون السياحي والطاقة المستدامة، وتمنى على تركيا تقديم التسهيلات لفتح أسواقها أمام المنتوجات اللبنانية لتعزيز صادراتنا الصناعية والزراعية.