مصانع الادوية والمواد الغذائية تعمل بوتيرة عالية

في لبنان من أبرز القطاعات التي يُعوّل عليها بعد القطاع السياحي القطاع الصناعي الذي تضرر كباقي القطاعات وأكثر من جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، و التي تخطت منطقة الجنوب إلى البقاع و بعلبك لتصل إلى الضاحية الجنوبية وعدة مناطق لبنانية منها منطقة الكولا في العاصمة بيروت والشويفات التي استُهدف فيها مصنع للمحارم .

ومما لا شك فيه ان القطاع الصناعي تكبد خسائر كبيرة منذ بدء الحرب وارتفعت مع تصاعد العمليات العسكرية، وفضلاً عن المصانع التي أقفلت في مناطق المواجهة فالمصانع في المناطق الآمنة أيضاً تضررت بشكل او بآخر .

في السياق يقول نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش في حديث للديار: القطاع الصناعي في ظل الحرب يتعاطى مع الحدث بطريقة مغايرة لسائر القطاعات سيما أن الصناعة تتأقلم مع الحدث، مشيراً ان هذا الأمر ينطبق على المصانع الموجودة في المناطق الآمنة “لكن للأسف تببن انه لا يوجد مكان آمن في لبنان”.

ويلفت بكداش إلى أن معظم المصانع الموجودة في المناطق الساخنة منها الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وغيرها هي مقفلة ” ولم تردنا أخبار عن استهداف أي مصنع كما حصل في حرب ٢٠٠٦”.

و يقسٍم بكداش الصناعات في لبنان إلى قسمين: القسم الأول يضم المصانع الغذائية والدوائية التي تعمل بوتيرة مقبولة وبساعات محدودة وذلك بسبب عدم تمكن هذه المصانع من العمل ٢٤ على ٢٤ ساعة ، كما أن معظم المصانع تعاني من نقص في الموظفين و العمال لأن قسماً لا بأس به يوجد في مناطق ساخنة بحيث لا يمكنه الوصول إلى مركز عمله ، وقسم انتقل إلى مناطق آمنة بعيدة عن مكان العمل، وكذلك بعض العمال الأجانب يطلبون ترك العمل والعودة إلى بلادهم بسبب الحرب القائمة في لبنان.

وبالنسبة للقسم الثاني من الصناعات يشير بكداش إلى ان معظمها توقف الإنتاج لديها أو تنتج الأصناف الضرورية، لأن أسواق المناطق الساخنة لا يمكن إيصال المنتوجات إليها والمناطق الأخرى تدنت القدرة الشرائيه لديها .

لكن بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد يلفت بكداش الى أن الصناعة اللبنانية قادرة على تأمين المنتوجات للمناطق الآمنة ولديها مخزون يكفي لمدة ثلاثة أشهر وأكثر ويمكنها الاستمرار ما دام لم يقفل المرفأ .

وعن البلبلة التي حصلت في موضوع مصانع الفرش قال بكداش هناك مصنع واحد في لبنان يُصنٍع ٩٠% من الفرش الاسفنج المطلوبة اليوم للسوق، لافتاً أن هذا المصنع موجود في البقاع في منطقة غير آمنة وهو مقفل وباقي المصانع تصنٍع ١٠% من حاجة السوق للاستهلاك لأن ليس لديهم مواد اولية لهذا الصنف بالذات ولذلك تعمل هذه المصانع قدر المستطاع من أجل تأمين الفرش للنازحين.

ورداً على سؤال حول دور جمعية الصناعيين في دعم الصناعيين في هذه الظروف الصعبة وحول ما إذا كانت أعدت خطة طوارئ لمواجهة التداعيات الأمنية قال بكداش جمعية الصناعيين وضعت خطاً ساخناً يعمل ٢٤ على ٢٤ ساعة و يمكن لأي عضو من الجمعية الاتصال في حال احتاج لأي مساعدة أو استشارة، مشيراً إلى اجتماع عُقد بين جمعية الصناعيين والدفاع المدني ونقابات شركات التأمين والمحروقات والمؤسسات البحرية من أجل تشكيل خلية عمل، ” وتم الاتفاق على التعاون بين الدفاع المدني والصناعيين لجهة طلب المساعدة والإرشادات أما بالنسبة لشركات التأمين فتم الاتفاق معهم لإعطاء أسعار مقبولة للمصانع لجهة التأمين ضد الحرب وبالنسبة لنقابة المحروقات اتفقنا معهم على ان يكون للصناعة الأولوية في تأمين المحروقات بعد المستشفيات والدوائر الحكومية كما كان هناك اتفاق مع المؤسسات البحرية من أجل عدم إرسال البضائع إلى تركيا او قبرص في حال حصل اي إشكال أمني بل وضعها في طرابلس “.