موسكو لا تعتزم زيادة ضخ الغاز إلى أوروبا

لم تظهر روسيا أي مؤشرات على زيادة ضخ كميات الغاز الطبيعي إلى أوروبا خلال الشهر المقبل، مع اقتراب موسم الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب الأوروبي على الغاز من نهايته، وهو ما يجعل الطلب على الوقود غير مؤكد.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن شركة «غازبروم» الروسية، التي تحتكر تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، اختارت عدم حجز أي طاقات نقل للغاز الطبيعي عبر خط أنابيب يامال – أوروبا خلال الشهر المقبل، بحسب نتيجة المزايدة الشهرية لتأجير طاقات نقل الغاز عبر الخط أمس (الاثنين). كما أبقت الشركة الروسية على كميات الغاز الطبيعي الحالية التي يتم ضخها إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وأضافت «بلومبرغ» أنه في حين زادت صادرات «غازبروم» خلال مارس (آذار) الحالي، بعد انخفاضها إلى مستويات قياسية في بداية العام الحالي، فإنه لا يوجد يقين بشأن التدفقات خلال الشهر المقبل.يأتي ذلك فيما أكدت شركة «غازبروم» أمس، أنها تواصل ضخ الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية كالمعتاد، وفقاً لطلبات العملاء الأوروبيين.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن المتحدث باسم الشركة سيرجي كوبريانوف القول: «تضخ غازبروم الغاز لنقله عبر الأراضي الأوكرانية بشكل اعتيادي، ووفقاً للكميات المطلوبة من المستهلكين الأوروبيين، التي تبلغ بدءاً من اليوم (أمس) 104.7 مليون متر مكعب».

وكان الطلب ليوم أول من أمس عند 106.6 مليون متر مكعب. تجدر الإشارة إلى أن هذه الكمية تأتي قريبة من إجمالي الالتزامات التعاقدية التي يمكن أن تضخها «غازبروم» عبر أوكرانيا والبالغة 109.7 مليون متر مكعب يومياً.
يأتي هذا في الوقت الذي استوردت فيه الصين الشهر الماضي، ضعف كمية الغاز الطبيعي المسال من روسيا بالمقارنة مع الكمية التي استوردتها في العام السابق، وذلك على الرغم من تراجع الرغبة في عمليات الشراء الفوري بسبب ارتفاع الأسعار.

واشترت الصين، وهي ثاني أكبر مشترٍ للوقود المبرد في العالم، نحو 401 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال من روسيا في فبراير (شباط) الماضي، بحسب بيانات الجمارك الرسمية التي صدرت يوم الأحد.وتأتي الزيادة في ظل تراجع إجمالي واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 12 في المائة عن العام السابق، مع ارتفاع حصة روسيا إلى 8 في المائة. ويسعى المشترون الصينيون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية بما يتماشى مع الجهود التي تبذلها الدولة لتقليل اعتمادها على أي مصدر واحد.

وتعول روسيا على الطلب الصيني القوي على الغاز والنفط لبيع مخزونها. وشهدت الصين التي تشترك في أكثر من 4 آلاف كيلومتر من الحدود مع روسيا قفزة في احتياجاتها من الطاقة، تماشياً مع نموها الاقتصادي.
فقد كانت الصين العام الماضي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والثالث للغاز الذي يستمر نمو الطلب عليه. وفي عام 2030، يتوقع أن تكون احتياجات العملاق الآسيوي من الغاز أعلى بنسبة 40 في المائة مما كانت عليه في عام 2020، وفق وكالة الطاقة الدولية (IEA). لكن لا يمثل الغاز الروسي سوى 5 في المائة من الاستهلاك الصيني حتى الآن.