أزمة الكهرباء تدفع نحو المصادر النظيفة | ألواح الطاقة الشمسية: بديل اقتصادي… وبيئي

منذ بداية عام 2021، شهد سوق الطاقة الكهروضوئية (الطاقة الكهربائية عبر أشعة الشمس) في لبنان طفرة غير مسبوقة. وباتت ألواح الطاقة الشمسية تنتشر على الكثير من سطوح المباني في المدن والقرى. الإقبال كبير إذاً على هذه الطاقة، لكن لدى المتردّدين في اعتمادها الكثير من الأسئلة حول آلية عملها، وكيفية الاستفادة منها بوصفها واحدة من مصادر الطاقة المتجدّدة، أو ما يُعرف بالطاقة غير المحدودة، فما الذي يجب أن نعرفه عن هذه التقنية؟

أمّا الطاقة الشمسية، وهي الأكثر توفراً في منطقتنا لناحية عدد السّاعات في اليوم وعدد الأيام المشمسة في السّنة، ففي لبنان تسطع الشمس حوالى الـ290 يوماً في السّنة بزاوية إشعاع لا بأس بها ما يؤكّد إمكانية الاستفادة بشكل كبير من هذا القدر من الطاقة المجانية، إذاً كيف يمكن تحويل الطاقة الشمسية (الضوء) إلى كهرباء؟

نظام توليد الطاقة الشمسي

يتألف نظام توليد الطاقة الشمسية بشكل أساسي من:
1. ألواح الطاقة الشمسية photovolaic panels.
2. البطاريات.
3. نظام تحويل الكهرباء.

ولكن مشكلة هذه الكهرباء المنتجة عبر الألواح الشمسية أنّها ليست تياراً متردّداً AC وبالتالي لا يمكن أن يُستفاد منها في تشغيل المعدّات الكهربائية المنزلية أو الصناعية مباشرةً، وهنا يأتي دور نظام تحويل الكهرباء أو Inverter الذي يقوم بتحويلها إلى تيار متردّد بفولطية تصل إلى 220 فولطاً (كهرباء منزلية) أو فولطية أعلى في حال تشغيل المعدات الصناعية (وهذا أمر يمكن التحكّم به عبر جهاز تحويل الكهرباء Inverter)، ولزيادة الطاقة المنتجة نقوم عادةً بزيادة عدد اللوحات الشمسية، وما يفيض من طاقة يتم تحويله إلى البطاريات لتعبئتها واستعمالها عند الضرورة (غياب الشمس بسبب الغيوم أو حلول الليل).

أمّا ليلاً، وبعد غياب الشمس، يأتي دور البطاريات العاملة كمخزّن للطاقة التي قمنا بتجميعها نهاراً من أشعة الشمس فنقوم بالاستفادة منها ليلاً على شكل تيار متردّد أيضاً ودائماً عبر نظام تحويل الكهرباء، وعليه سنصل ببعض الترشيد للرقم الحلم في لبنان 24/24 ساعة كهرباء دون انقطاع.

وعليه، هذا النظام سهل التركيب في المنازل ولا يحتاج لمساحاتٍ كبيرةٍ سوى لحوالى الـ 6 أمتار مربعة (على الأقل) على سطوح الأبنية يمكن تأمينها بسهولة وهي أساسية لتجميع أشعة الشمس، بالتالي يصبح من السّهل حلّ مشكلة إنتاج الكهرباء بعيداً عن الطاقة الأحفورية (النفط) سواء كانت هذه الكهرباء منتجة رسمياً أو عبر مولّدات الأحياء.

ما هي المشكلات التي قد تعوق التوجّه نحو هذا الخيار.

أولاً: التكاليف العالية لهذه الأنظمة ولا سيّما أنّها مفوترة بالعملات الأجنبية كونها مستوردة بنسبة 100% تقريباً فنظام منزلي بقدرة 5 أمبير قد تصل تكلفته إلى حوالى الـ3000$ على أبعد تقدير، وهذا ما سيبقي هذه الأنظمة خارج متناول أيدي كلّ الناس في الوقت الحالي.

ثانياً: عدم ثبات الطاقة الشمسية ولا سيّما خلال أشهر الشتاء (كانون الأول، كانون الثاني وشباط)، ما يؤدي إلى انخفاض في الإنتاج بنسبة قد تصل إلى 70% ويدفع إلى العودة للاعتماد ولو بشكل جزئي على مولّدات الأحياء في ظل الغياب الشبه التام للتيار الرسمي.
ثالثًا: ضيق المساحات اللازمة لتركيب الألواح الشمسية ولا سيّما في المدن حيث الاكتظاظ السّكاني الأكبر والمساحات المشتركة الأصغر.

 

مصدرجريدة الأخبار - فؤاد إبراهيم بزي
المادة السابقةأميركا تبتزّ: الكهرباء مقابل الترسيم
المقالة القادمةحمية لمصرف لبنان: لإلزام المصارف تسهيل سحب موظفي «الأشغال» كامل رواتبهم