صحيح أن لا أزمة خبز في لبنان حالياً، بحسب ما أكّد نقيب أصحاب الأفران في لبنان علي ابراهيم ونقيب أصحاب الأفران في لبنان الشمالي طارق المير لـ»نداء الوطن»، بالإضافة الى البيان التطميني الذي أصدره وزير الاقتصاد أمين سلام في هذا الصدد، إلا أن أزمة تأمين الأموال لشراء الطحين وبيعه مدعوماً للمواطن تلوح في الأفق، خصوصاً أن القرض الذي منحه البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار شارف على الانتهاء، ليطرح السؤال المشروع: كيف ستؤمّن وزارة الاقتصاد الأموال اللازمة، إذا كان هناك قرار حاسم من حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري بعدم المسّ بالاحتياطي الإلزامي، كما أن الأموال المتبقية من حقوق السحب الخاصة لا تتعدّى الـ35 مليون دولار، من أصل 125 مليوناً بعد أن تمّ تخصيص 90 مليون دولار لشراء أدوية للأمراض المستعصية؟ فهل نحن أمام سيناريو رفع الدعم النهائي عن الخبز لتباع الربطة بدولار أو ما يوازيه بالليرة اللبنانية كما يشاع؟
مشكلتان الآن
يشرح مصدر مطلع على الملف لـ»نداء الوطن» أن «هناك مشكلتين تواجهان لبنان وقد تؤثران في مسار تأمين الطحين في المستقبل، الأولى انسحاب روسيا من معاهدة الحبوب. وهذا ما زاد الضغط على معابر النقل في أوكرانيا، وأحدهما معبر أوديسا الذي يتمّ عبره مرور شحنات القمح الى لبنان، لجهة التأخر في وصول الشحنات في الوقت المطلوب. ولهذا حصل تأخير في وصول البواخر حالياً، علماً أن هناك 3 بواخر ستصل قريباً الى لبنان، والمفترض ألا يحصل نقص في الطحين».
يضيف: «في ما يتعلق بما يقال عن رفع الدعم عن الطحين، فعلى الجميع أن يعلم أن رفع الدعم تمّ منذ فترة، وعوضاً عن ذلك تمّ في المرحلة الأولى تأمين الفارق بين الكلفة الحقيقية للخبز، وبين السعر المدعوم الذي يباع للمواطن من أموال السحب الخاصة بلبنان من صندوق النقد»، لافتاً الى أنه»عندما صرفت هذه المخصّصات تمّت الاستعانة لتغطية الفروقات بقرض البنك الدولي (150 مليون دولار) والذي من المفترض أن ينتهي في شباط المقبل في حال بقيت أسعار القمح على ما هي عليه، وقد تقصر المدة في حال ارتفعت أسعار القمح العالمية نتيجة خروج روسيا من معاهدة الحبوب». ويختم: «الأمور مفتوحة لجهة تجديد قرض البنك الدولي أو اللجوء الى ما تبقّى من حقوق السحب الخاصة».
في الإطار نفسه صدر عن وزارة الاقتصاد والتجارة بيان أمس جاء فيه: «تنفي وزارة الاقتصاد والتجارة نفياً قاطعاً ما ورد في بعض الصحف عن انقطاع في الخبز وقرار بوقف الدعم. وتؤكد أن هذه المادة الحيوية والاستراتيجية متوافرة. وتهيب ببعض الإعلام التحلّي بالدقة وعدم الوقوع في أفخاخ ينصبها بعض العابثين والمتضرّرين من الآليات التنظيمية التي وضعتها الوزارة والتي ضبطت السوق ومنعت المتاجرة بلقمة اللبنانيين». ولفت البيان الى أن «وزير الاقتصاد سيعقد مؤتمراً صحافياً، الثالثة بعد ظهر اليوم الأربعاء في مكتبه في الوزارة لوضع النقاط على الحروف».
نقباء الأفران: الطحين موجود
على ضفة نقباء الأفران أكد النقيب علي ابراهيم لـ»نداء الوطن» أنه «الى الآن لم نبلّغ رسمياً أنه لم يعد ممكناً تسليمنا الطحين المدعوم، وكل أفران بيروت وجبل لبنان والجنوب تسلّموا حصتهم من الطحين المدعوم بشكل اعتيادي»، لافتاً الى أن «هناك تقصيراً في تسليم الطحين المدعوم في الشمال من قبل المطاحن المخوّلة ذلك، وتقوم مطاحن بيروت بتعويض هذا النقص».
بدوره، وافق النقيب طارق المير على كلام ابراهيم، وقال لـ»نداء الوطن»: لم نتبلّغ من وزارة الاقتصاد بهذا الأمر وغداً الخميس سيكون لنا اجتماع دوري مع وزير الاقتصاد، وأعتقد أنه لا صحة في الأساس لما يقال عن رفع الدعم عن الخبز»، شارحاً أن «التأخير الحاصل في تسلّم أفران منطقة الشمال الطحين، سببه تأخّر صدور النتائج للفحوصات الدورية التي تقوم بها وزارة الزراعة للتأكّد من سلامة القمح قبل تسليمه للمطاحن، ولذلك تمّ تحويلنا لتسلّم الطحين من مطاحن بيروت وفور صدور النتائج ستعود الأمور الى سابق عهدها».