ارتفعت أسعار النفط امس الثلاثاء مدعومة بمؤشرات على أن الطلب قد يتحسن في الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مستهلكتين للنفط في العالم، وتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط الذي قد يؤثر على الإمدادات من المنطقة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو (حزيران) 58 سنتاً إلى 88 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 06:41 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر مايو (أيار) 58 سنتاً إلى 84.29 دولار للبرميل، بعد أن بلغت أعلى مستوى إغلاق لعقد شهر أقرب استحقاق منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) في الجلسة السابقة.
وقال الخبير الاستراتيجي في السوق في «أي جي» إيغ ييب جون رونغ في رسالة بالبريد الإلكتروني «تستمر المحفزات الصعودية لأسعار النفط في التراكم، مع توفر الظروف الاقتصادية الأقوى من المتوقع في الصين والولايات المتحدة، توقعات أكثر تفاؤلاً للطلب، في حين تستمر التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في التصاعد بمشاركة إيران».
وكان نشاط التصنيع توسع في مارس (آذار) في الصين للمرة الأولى منذ ستة أشهر، وفي الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ عام ونصف، وهو ما من شأنه أن يترجم إلى ارتفاع الطلب على النفط هذا العام. وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وثاني أكبر مستهلك، في حين أن الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك.
وفي الشرق الأوسط، أسفرت غارة إسرائيلية على السفارة الإيرانية في سوريا عن مقتل سبعة مستشارين عسكريين، من بينهم ثلاثة من كبار القادة، مما يمثل تصعيداً في الحرب في غزة بين إسرائيل و«حماس» التي تدعمها إيران.
أثار اتساع نطاق الصراع الذي امتد منذ ما يقرب من نصف عام ليشمل إسرائيل التي تقاتل إيران بشكل مباشر مخاوف بشأن التأثيرات على إمدادات النفط.
وكتب محللو «إي إن زد» في مذكرة: «حتى الآن، لم تشعر السوق بالقلق بشأن انقطاع الإمدادات، مع استمرار احتواء الحرب. وقد يؤدي تورط إيران إلى تهديد إمداداتها النفطية».
وتعقد منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، في إطار ما يعرف بـ«أوبك بلس»، اجتماعاً عبر الإنترنت للجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لها يوم الأربعاء لمراجعة تنفيذ السوق والأعضاء لتخفيضات الإنتاج. ومن المتوقع أن يلتزم الأعضاء بسياسة الإمدادات الحالية التي تدعو إلى خفض الإنتاج الطوعي بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الثاني.
وانخفض إنتاج «أوبك» الشهر الماضي بمقدار 50 ألف برميل يومياً، مما يشير إلى أن التخفيضات الطوعية لها بعض التأثير.
وقال سوفرو ساركار، رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك «دي بي إس»، في رسالة بالبريد الإلكتروني «إن الانضباط العالي في تخفيضات الإنتاج من جانب أعضاء (أوبك بلس) محسوس على أرض الواقع، وتضع السوق في الاعتبار أيضاً تخفيضات أكبر في الإنتاج من روسيا في الأشهر الثلاثة المقبلة (بدلاً من بعض تخفيضات الصادرات في وقت سابق)».
وأضاف: «بالإضافة إلى أحداث المخاطر الجيوسياسية المستمرة بما في ذلك الهجوم الأخير على السفارة الإيرانية في سوريا، فإن هذا قد يدفع أسعار النفط نحو 90 دولاراً للبرميل على المدى القريب».