أسعار منتجات النظافة الورقية… كارثية

لم يعد اللبناني مشغولاًً فقط بتأمين توازن هش بين مدخوله ومصروفه بل صار واجباً عليه أن يؤمن التوازن نفسه بين ما يدخل جسمه وما يخرج منه بعد أن صارت كلفة الأخير توازي كلفة ما سبقه… واذا كان بالإمكان التحكم بالأول فالأمور الأخرى خارج السيطرة بالنسبة الى الثاني وأسعار منتجات النظافة الورقية نار كاوية. المحارم الورقية، ورق التواليت، حفاضات الأطفال والعجزة والفوط الصحية النسائية حلقت أسعارها الى فوق وأبقت اللبناني “غارقاً” تحت، يفتش عما يمسح به آلامه ويداوي به أيامه الصعبة…

احتار اللبنانيون كيف يتعاطون مع ارتفاع أسعار المنتجات الورقية خصوصاً وأن لا بدائل عنها ترضيهم وتناسب احتياجاتهم.

أردنا ان نتقصى عن سبب ارتفاع أسعار المنتجات الورقية الصحية فتبينت لنا مجموعة من الحقائق غفل عنها ربما الجمهور في غمرة اتخاذه بارتفاع الأسعار. فقد تبين ان أسعار المواد الأولية للورقيات في العالم ازدادت بنسبة 20% وكذلك اسعار البلاستيك فيما ارتفع سعر صرف الدولار في لبنان سبعة اضعاف تقريباً وهذا وحده كاف لتبرير القفزة الصاروخية للاسعار. لكن تجاه هذا الواقع لا بد من التفريق بين الصناعة المحلية والمستوردة. فالبضائع المستوردة التي تحمل بعض الأسماء المعروفة مثل بامبيرز، هاغيز، اولويز، نانا هذه لا شك لحقت سعر الدولار “على الدعسة” حتى وإن عمد بعض الشركات الى خفض اسعارها قليلاً لمجاراة السوق وإجراء بعض العروضات لتشجيع المستهلكين وازدادت أسعارها حوالى 80%.

أما الاصناف المحلية الأكثر شيوعاً في الأسواق مثل منتجات سانيتا على سبيل المثال فبعض الحسابات السريعة تبين أن اسعارها لم تتغير كثيراً عن السابق. تحدثنا الى الدكتور زهير برو رئيس جمعية حماية المستهلك في لبنان لنسأله كيف يمكن تبرير ارتفاع اسعار هذه المنتجات؟

فكانت إجابته انه لا يمكن إعطاء تبرير آني لارتفاع الأسعار فهو ليس وليد ساعته او الصدفة بل ناجم عن أزمة عميقة مرتبطة بمسار معين ونمط اقتصادي لم نعمل على تطويره أوصلنا الى القعر.

 

مصدرنداء الوطن - زيزي إسطفان
المادة السابقةالواقع المصرفي “يعزّز” تراجع الصناعة
المقالة القادمة«سوق سوداء» لتعرفة النقل