ألمانيا تخصص ملياري يورو في سباق لتطوير الكمبيوتر “الخارق”

أعلنت ألمانيا تخصيص ملياري يورو لصنع جهاز كمبيوتر “كمومي” Quantum Computer، بحلول عام 2025، في ظل طموحها لأن تصبح من البلدان الرائدة في هذه التكنولوجيا التي من شأنها إدخال تحويلات جذرية على الصناعة المعلوماتية.

وتستغل “تكنولوجيا الكم” القدرات المذهلة الموجودة في المادة على المستويات فائقة الصغر (كالذرّة والأيون والفوتون والإلكترون). ومن شأنها على المدى الطويل السماح بتطوير حواسيب تتمتع بقدرات حسابية تفوق بما لا يُقاس تلك الموجودة في أقوى المعالجات الحسابية الموجودة حاليا.

وسيوزَّع هذا المبلغ المستقى بالكامل من الخزينة العامة، بين وزارة البحث التي ستحصل على 1,1 مليار يورو، ووزارة الاقتصاد التي ستنال 878 مليون يورو، وفق ما أفاد به بيانان منفصلان، أمس الثلاثاء. وقالت وزيرة البحث الألمانية أنيا كارليتشيك: “هدفنا تطوير حاسوب كمومي تنافسي في ألمانيا خلال السنوات الخمس المقبلة وإنشاء منظومة مرتبطة به من المستخدمين المحتملين”. وأوضح وزير الاقتصاد بيتر ألتماير أن الهدف من هذه الخطوة يكمن في “إنشاء قاعدة صناعية بسرعة كبيرة لاستخدام الحواسيب الكمومية والإفادة من قدراتها”.

ستحصل وكالة الفضاء الألمانية على 740 مليون يورو، مع خريطة طريق تقضي بإقامة شراكات في القطاع تشمل شركات صغيرة ومتوسطة وتطوير البحوث.

وتندرج الميزانيات المرصودة في إطار رزمة للإنعاش الاقتصادي بقيمة 130 مليار يورو، قررتها حكومة الائتلاف بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل في حزيران/يونيو 2020 لتطويق التبعات الاقتصادية المتأتية من جائحة كوفيد-19.

وتشمل الخطة الألمانية 50 مليار دولار لتطوير مجالات عدة بينها الطاقة الهيدروجينية والذكاء الاصطناعي والتقنيات “الكمومية”، في بلد تستحوذ الصناعة فيه على نحو ربع إجمالي ناتجه المحلي.

وترغب المفوضية الأوروبية في أن يطور الاتحاد الأوروبي أول حاسوب كمومي قبل نهاية العقد الحالي، لتعزيز السيادة التكنولوجية الأوروبية في مواجهة الصين والولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، تلوح بوادر منافسة بين ألمانيا وفرنسا التي أعلنت في كانون الثاني/يناير خطة استثمارية وطنية بقيمة 1,8 مليار يورو على خمس سنوات في مجال التكنولوجيا الكمية، مع طموح في جعل فرنسا بين القوى “الثلاث الأولى عالميا” على هذا الصعيد.

وظهرت نظريات الفيزياء الكمومية والمعادلات الرياضية المرتبطة بها في مطلع القرن العشرين. وتعتبر نوعاً غير تقليدي من الفيزياء، بل تتعارض مع كل المفاهيم السائدة فيها، وتنظر إلى المادة باعتبارها مكوّنة من موجات وجسيمات مندمجين معاً.

ويسود بين علماء الكمبيوتر اتفاق على أنّ “التفوّق الكمي” يشكل الخطوة الأولى في التقدم صوب مرحلة من التطور يمكن أن تؤدي إلى تغيير العالم. نظرياً، تستطيع الحواسيب الكمومية معالجة البيانات بوتيرة تتخطّى بأشواط ضخمة سرعة أجهزة الكمبيوتر الموجودة اليوم، بالتالي يمكنها أن تغير بشكل أساسي فهمنا لقدرات الآلات الذكية.

مصدرالعربية
المادة السابقةالمركزي البحريني يدخل عالم العملات الرقمية بالشراكة مع بنك أميركي
المقالة القادمةقناة السويس: خطة لتوسيع المنطقة التي علقت بها سفينة “إيفر غيفن”