عدلت شركة أيرباص الإثنين توقعاتها للطلب على الطائرات التجارية النفاثة على مدى 20 عاما مع قيام العديد من شركات الطيران بتحديث أساطيل الرحلات الطويلة واتجهت الاقتصادات الآسيوية الصاعدة إلى السفر الجوي.
ورجحت أكبر شركة لتصنيع الطائرات في العالم في تقريرها السنوي الذي نشرته الإثنين عن اتجاهات صناعة الطائرات، أن يتضاعف الأسطول العالمي خلال العقدين المقبلين إلى 48.23 ألف طائرة.
وهذا الرقم أكبر من التوقعات التي نشرتها بوينغ العام الماضي، وقدرت فيها أن يصل عدد الطائرات في العالم بحلول العام 2041 إلى أكثر من 47 ألف طائرة.
وتوقعت أيرباص أن يتم تسليم 42.43 ألف طائرة جديدة على مستوى الصناعة على مدار العشرين عامًا القادمة، بما في ذلك 41.49 ألف طائرة ركاب، مع ارتفاع الرقمين بنسبة 4 في المئة منذ الاستطلاع السابق.
وتقسم الشركة الأوروبية توقعاتها للطلب إلى الرحلات التي يتم تنفيذها عادة على طائرات ذات ممر واحد، والنماذج الأكثر مبيعا في الصناعة، وقطاع الماراثون للطائرات ذات الجسم العريض.
وتحسن نطاق وأداء الطائرات ذات الممر الواحد بشكل مطرد، مما أدى إلى تآكل الأسواق التي كانت تخدمها في السابق طائرات أكبر وساعد في إحداث تحول في السفر عبر المحيط الأطلسي.
وترى الشركة أن المكاسب المتعلقة بالكفاءة، في المستقبل القريب ستأتي من تحسين الطائرات الحالية والبنية التحتية، بدلا من طراز جديدة، كليا، مما يشير إلى أن الشركة المصنعة للطائرات تسعى إلى استخدام التقنيات المستقبلية الشاملة.
ويأتي التقرير في الوقت الذي من المتوقع أن يحصل فيه طراز أي 321 إكس.أل.آر ذو الممر الواحد والمسافات الطويلة التي تنتجها الشركة على الشهادة في الأيام المقبلة.
وتعمل منافستها الأميركية المتعثرة شركة بوينغ على تطوير نسخة أطول مدى من طائرتها ماكس 737، لكن يعتقد محللو القطاع أن هذه الطموحات قد تتأجل بالنظر إلى المشاكل الفنية والقانونية التي تعاني منها بسبب حوادث متكررة لهذا الطراز.
وبعد فترة هدوء طويلة، يتسارع الطلب على الطائرات الأكبر حجما ذات الجسم العريض بشكل حاد مع تجديد شركات الطيران لقدراتها، وتؤثر التغييرات الأكثر أهمية في توقعات إيرباص على أسطول الرحلات الطويلة.
وعدلت أيرباص توقعاتها الإجمالية للطلب على طائرات الجسم العريض بالرفع بنسبة 9 في المئة إلى 8920 وحدة، مدفوعة بزيادات من خانتين عشريتين في أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، إحدى أكبر أسواق الطائرات ذات الجسم العريض بسبب وجود محاور ربط ضخمة، قلصت إيرباص توقعاتها بنسبة اثنين في المئة، وسط تقارير عن الطاقة الفائضة.
وشملت توقعات إجمالي الطلب على الطائرات ذات الجسم العريض 940 طائرة شحن كبيرة، بزيادة قدرها اثنين في المئة عن التقرير السابق.
وتم تعديل الطلب في القطاع الأكثر ازدحاما لطائرات الركاب ذات الممر الواحد مثل سلسلة طائرات أيرباص أي 320 وبوينغ 737 ماكس، والتي لها مدى قصير إلى متوسط، بنسبة ثلاثة في المئة إلى 33.510 وحدة.
وتعتمد تكهنات صانع الطائرات على توقعات اقتصادية تشير إلى أن نحو 1.7 مليار شخص سينضمون إلى الطبقة المتوسطة، مع توفر بعض الدخل للسفر الجوي، في السنوات العشرين المقبلة.
وقال بوب لانج، رئيس تحليل السوق والتوقعات في أيرباص “نرى نموا قويا بشكل خاص في آسيا والشرق الأوسط، بقيادة الهند والصين بشكل خاص”. وأضاف إن “(حركة المرور) المحلية في الصين ستتفوق على الولايات المتحدة”.
وسلطت البيانات الصادرة مع تقرير الشركة الأوروبية الضوء على تحول الاهتمام نحو الهند، الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان، حيث تخدم شبه القارة الهندية أسرع ثلاث تدفقات حركة مرورية نموا.
لكن التوقعات بانتعاش نمو الطيران في أعقاب الأزمة الصحية وضعت الصناعة على خلاف مع المجموعات البيئية التي تتحدى سجلها في معالجة تغير المناخ.
وقالت إيرباص إن “تسليم طائرات جديدة سيسهم في خفض الانبعاثات، مما يكمل تطوير أنواع الوقود الأكثر مراعاة للبيئة”.
ولا يزال 75 في المئة من الأسطول العالمي، يعمل بمحركات أقدم، من النماذج الحالية، مثل أي 320 نيو أو 737 ماكس والتحول إلى محطات توليد الطاقة الأحدث سيكون قفزة كبيرة إلى الأمام لتقليص البصمة الكربونية للصناعة.
وبينما تنتج أيرباص طائرات بأسرع ما يمكن، فإن هذه الصناعة مازالت تعاني من قيود في سلسلة التوريد، بعد الجائحة، ثم انعكاسات الحرب في شرق أوروبا، مما يجعل الزيادة السريعة في الإنتاج أكثر صعوبة.