إرتفاع تكاليف مصادر الدفئة بشكل مرعب والدولة غائبة

ارتفعت بشكل مخيف تكاليف كل مصادر التدفئة في لبنان، من ​المازوت​ و​الغاز​ إلى ​الكهرباء​ والحطب وحتى الجفت المصنّع من الزيتون، الأمر الذي وضع المواطن أسير الضغوطات والأزمات الاقتصادية والمعيشية، في ظل الإرتفاع المستمر في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، بينما المعالجات غائبة عن سجلّ المعنيين، وهو ما يمثّل مشكلة حقيقيّة لا سيما في القرى الجبلية.

في هذا السياق، يشير رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في محافظة النبطية ​حسين مغربل​، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن أسعار مصادر التدفئة باتت خارج قدرة المواطن على تأمينها، حيث وصل سعر المتر الواحد من الحطب، الذي لا يكفي لشهر واحد فقط، إلى 100 $، بينما وصل سعر طن الجفت إلى ما يقارب 220 $، بالتزامن مع الإرتفاع المستمر في أسعار المازوت والغاز، ما يدفع بالكثير من المواطنين إلى جمع الحطب، عبر تقليمه عن أشجار الزيتون والصنوبريات واللوزيات.

ويلفت مغربل إلى أنّ اللبنانيين باتوا يعيشون في ظلّ دولة لا تراعي مطالب شعبها، حيث تتركهم يتدبرون أمورهم بما استطاعوا اليه سبيلاً، بعد أن كانت الحكومات المتعاقبة، في الماضي، تعمد إلى دعم المازوت والغاز، في بداية فصل ​الشتاء​، بينما اليوم الأسعار ترتفع في ظّل إنعدام الرقابة، ويدعو المواطنين، الذين يعانون من هذا الواقع المرير، إلى التحرّك، بعد أن طفح الكيل مع حكومة أعفت نفسها من الوقوف إلى جانب الطبقة العاملة.

من جانبه، يعتبر رئيس جمعية “بيتنا للجميع” محمد كمال سعيد، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن “كل شيء في ارتفاع الا حياة المواطن الذي لا يسأل عنه أحد”، لافتاً إلى أننا “في الجمعية نقوم بتصنيع الإنتاج الزراعي ونبيعه بسعر الكلفة”، مشيراً إلى أن هذا الإنتاج “مطلوب منا من قبل مواطنين في بيروت، ونتحسّس أوضاع الناس ونسوق انتاجنا بالسعر الذي ننتجه، لأنّ المواطن لم يعد قادراً على تأمين المونة البيتية المصنعة من الإنتاج الزراعي بسبب ارتفاع أسعارها، وهي باتت قوت الميسورين فقط”.

ويلفت مغربل إلى أن الحديث عن ارتفاع أسعار مونة التدفئة، من مازوت وغاز وحطب وجفت وكهرباء، يطول، الأمر الذي يدفع بالمواطنين إلى البحث عن الحطب من القندول أو المحروق من العنب والكروم في أطراف البلدات، فضلاً عن تشحيل وتقليم الزيتون، ومن لديه أشجاراً من الصنوبر أو اللوز قام بقطعها للتدفئة، موضحاً أن “من لديه زيتون يأخذ الجفت الخاص به بعد عصره، ثم يجفّفه في الشمس ليصبع مصدراً للدفء في الطقس البارد”.

في المحصّلة، هو واقع مرير يعاني منه جميع المواطنين مع بداية فصل الشتاء، لا سيّما سكان المناطق الجبليّة، الأمر الذي كان من المفترض أن تتنبّه له السلطات المعنية قبل ذلك، خصوصاً أنّ قيمة الرواتب والأجور، لدى غالبية ​الشعب اللبناني​، لا تكفي لتأمين الطعام والشراب، فكيف سيكون الحال مع الحاجة إلى مصادر التدفئة التي تتجاوز كلفتها تلك الرواتب والأجور، فليتعلّم الساسة من نظرائهم في دول العالم كيف يستميتون بالدفاع عن شعوبهم والا فليذهب هؤلاء المرضى من المهووسين بالسلطة وسرقة المال الى منازلهم اذا لم يكن الى قُمَامة التاريخ!.

مصدرالنشرة
المادة السابقةالأسواق تنتعش مع انقشاع «غيوم الحذر»
المقالة القادمةمديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: ما من إصلاحات اقتصادية للإفراج عن استثمارات في لبنان إلا بوجود حكومة