إرتفاع قياسي عالمي لأسعار زيت الزيتون

قفزت أسعار زيت الزيتون – الذي يستخدم في إعداد الأطعمة الصحية حول العالم – بوتيرة حادة مؤخراً مسجلة أعلى مستوياتها على الإطلاق، وأصبح من الزيوت باهظة الثمن.

وحسب بيانات صندوق النقد الدولي، ارتفعت أسعار زيت الزيتون بنسبة 117% على أساس سنوي في ايلول إلى أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل البيانات.

وأظهر تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية، ارتفاع الأسعار العالمية لزيت الزيتون إلى 8900 دولار للطن في ايلول، وأضاف أن متوسط السعر في آب كان أعلى بحوالى 130% عن نفس الفترة من العام السابق.

ومنذ آلاف السنين يعتبر زيت الزيتون -الذي يسمى بـ «الذهب السائل»- جزءاً أساسياً من النظام الغذائي لسكان دول البحر المتوسط، وتزايد الإقبال عليه بعد ذلك عندما أدرك العالم فوائده الصحية، ولكن ارتفاع الطلب مؤخراً تزامن مع نقص المعروض.

ويعتبر الصيف والشتاء المعتدل في جنوب أوروبا مناخاً مثالياً لأشجار الزيتون، بينما تؤدي موجات الحر الطويلة والجفاف وسوء الأحوال الجوية إلى إعاقة الإنتاج.

نقص المعروض

تعد إسبانيا أكبر الدول إنتاجاً لزيت الزيتون حول العالم لأنها تشكل حوالى نصف الإجمالي السنوي، تليها بعد ذلك في الترتيب اليونان وإيطاليا. ولكن كان الموسم الماضي سيئاً بالنسبة للإنتاج، إذ شهدت إسبانيا ربيعاً حاراً، حيث كانت بعض المناطق في نيسان أكثر دفئاً بحوالى 5 درجات عن المتوسط المعتاد لذلك الشهر، وهو ما يعني عدم ازدهار بساتين الزيتون. كما عانى ثلثا البلاد جفافا طويل الأمد خلال حزيران، ما تسبب في إتلاف أشجار الزيتون القليلة التي كانت مزدهرة.

وحسب بيانات من شركة استخبارات سوق السلع الأساسية «مينتك»، تراجع إنتاج زيت الزيتون في إسبانيا في الموسم الأخير إلى حوالى 610 آلاف طن، أي انه انخفض بأكثر من 50% مقارنة بالمعدل المعتاد الذي يتراوح بين 1.3 إلى 1.5 مليون طن.

وربما يكون حصاد العام المقبل غير مبشر أيضاً، لأن هناك جفافاً آخر يلوح في الأفق في إسبانيا، وذكرت وزارة الزراعة في البلاد أن إنتاج 2024 سيكون أقل بمقدار الثلث عن متوسط الأربع سنوات السابقة.

ليس ذلك فحسب

أما عن إيطاليا، فشهدت أيضاً درجات حرارة شديدة، ودمرت بكتيريا تعرف باسم «كسيليلا فاستيديوزا» «Xyella Fastidiosa» – نشرتها حشرات طائرة – الأشجار. وبالتالي تراجع الإنتاج في الاتحاد الأوروبي بحوالى 40% في العام الماضي، ما دفع الأسعار للارتفاع، وفي الوقت نفسه، أدى صعود أسعار الفائدة وتكلفة الأسمدة إلى تقليص هوامش ربح المزارعين.

وحظرت تركيا – التي تعد إحدى الدول القليلة التي تمتعت بمحصول جيد للزيتون- تصدير زيت الزيتون بكميات كبيرة سعياً لخفض سعره المحلي، وأسفر ذلك عن إبقاء سعره مستقراً في تركيا، لكن ارتفع في أماكن أخرى.

تداعيات قفزة الأسعار

ومع الصعود الحاد للسعر، شهدت إسبانيا موجة من عمليات سرقة زيت الزيتون، إذ سرق اللصوص في آب ما قيمته 500 ألف دولار من أحد المستودعات. وأزالت السلطات في إسبانيا إحدى عشرة علامة تجارية منتجة لزيت الزيتون من أرفف المتاجر الكبرى، بسبب انخفاض جودتها، وبعدما ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك البشري.

وفي أواخر تشرين الثاني، ذكرت السلطات في إسبانيا وإيطاليا التي تعمل مع وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي «يوروبول» أنها صادرت 12 برميلاً تحتوي على حوالى 260 ألف لتر من زيت الزيتون المغشوش أو غير البكر أو غير البكر الممتاز.

و ذكرت منظمة «كولديريتي» وهي الجهة الزراعية الرئيسية في إيطاليا أن مزج زيت الزيتون عالي الجودة مع منتجات أقل جودة أصبح ممارسة شائعة لأن الطلب المتزايد على صادرات الزيت من دول البحر الأبيض المتوسط يقابله تراجع معدلات الإنتاج بسبب الظروف المناخية القاسية المتزايدة. (الإيكونومست – سي إن إن – سي إن بي سي-أرقام)

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةالأدوية المهرّبة: مناطق الشمال الأكثر استهلاكاً وترويجاً
المقالة القادمةبالوثيقة: مشروع قانون تعديل أحكام الضمان