تتسارع مؤشرات سقوط لبنان في فخ المجاعة “فغلاء الاسعار وتضخمها بات الهم اليومي للبنانيين، ولا يمضي يومٌ من دون أن تصبح أنواع من السلع صعبة المنال للكثير من العائلات والافراد في لبنان”، بحسب مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية. وبينما وصلت نسبة الفقر إلى 55 في المئة من مجمل عدد السكان وهي مرشحة للإرتفاع إلى 80 في المئة نهاية العام الحالي، أدرج لبنان رسمياً بحسب برنامج الأغذية العالمية “الفاو” على قائمة الدول المهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانه، إلى جانب كل من سوريا واليمن والصومال، وهو ما قد يدفع بحسب “البرنامج” العالمي إلى ارتفاع مستوى الإضطرابات وأعمال العنف.
قبل أيام من شهر رمضان الكريم سجل مرصد الأزمة إرتفاع “مؤشر الفتوش” بنسبة 210 في المئة هذا العام مقارنة مع العام الفائت، والذي كان بدوره قد ارتفع 36 في المئة عن العام 2019. أهمية هذا المؤشر الذي تصدره وزارة الإقتصاد والتجارة مع حلول شهر رمضان منذ العام 2012، أنه يتضمن 14 مادة تكوّن سلطة الفتوش، وبحسب المرصد “تقدّر كلفة صنع صحن الفتوش لعائلة صغيرة مؤلفة من خمسة اشخاص عند بداية شهر رمضان هذا العام حوالى 18500 ليرة مقارنة مع 6000 ليرة في الـ 2020 و4500 ليرة في 2019”. وفي محاكاة بسيطة أجراها المرصد تبين أن “كلفة الفتوش لعائلة مؤلفة من خمسة افراد ستصل إلى ما يقارب الـ 555 الف ليرة خلال شهر كامل، اي ما يوازي 82 في المئة من قيمة الحد الأدنى للأجور.
وكما أصبح واضحاً، سيصاحب هذا الإرتفاع الكبير في مؤشر الفتوش “تضخم أسعار السلع الاخرى التي عادة ما يستخدمها الصائمون في موائدهم الرمضانية”، ما يعني ان “أكثرية العائلات في لبنان ستعاني من تأمين السلع والمكونات الاساسية لموائدها خلال رمضان القادم”. كما أن “هذا الإرتفاع الكبير في الاسعار سيدفع العائلات نحو التكيف السلبي مع هذا التضخم، إما عبر تخفيض كميات الطعام او الإعتماد على بدائل أرخص كالنشويات مكان الخضار واللحوم، وما سينتج عن ذلك من سوء تغذية”.