سددت شركة العقارات الصينية العملاقة والمديونة بشكل هائل «إيفرغراند»، الجمعة، قرضاً قبل ساعات من انتهاء فترة سماح التسديد، حسب وسيلة إعلام صينية رسمية. وتقدر ديون المجموعة الصينية العملاقة بنحو 260 مليار يورو ما يشكل تهديداً لبقية الاقتصاد. وبدت المجموعة المعروفة في الصين بناديها لكرة القدم «غوانغتشو إف سي» (غوانغتشو إيفرغراند سابقاً) الذي دربه في فترة ما بطل العالم الإيطالي فابيو كانافارو، كأنها غير قابلة للهزيمة قبل عدة سنوات. غير أن الشركة التي قامت بتنويع واسع في أعمالها في السنوات الأخيرة تكافح منذ أسابيع لتسديد فوائد مترتبة عليها وتسليم شقق.
وفاجأت الشركة المحللين بتسديدها 83.5 مليون دولار فوائد، حسب صحيفة «سيكيوريتيز تايمز»، التي حصلت على المعلومة من «مصادر». وأكد شخص مطلع على الصفقة لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذا التسديد قد حصل بالفعل. وأخبار السداد تحمل بعض الارتياح للمستثمرين والجهات التنظيمية، القلقين بشأن التداعيات الأوسع نطاقاً لعجز فوضوي عن السداد، والعدوى التي قد تصيب أسواق المال العالمية في مناطق أخرى، رغم أن الشركة لا تزال بحاجة إلى تدبير مدفوعات بشأن مستحقات ديون أخرى.
وأثارت مخاوف انهيار شركة «إيفرغراند» هلع الأسواق العالمية في سبتمبر. وتراجع سهم المجموعة، الخميس، بنسبة 10.5 في المائة لدى عودة التداول به في بورصة هونغ كونغ بعد أسبوعين من الانقطاع. وارتفع سهم «إيفرغراند» بنسبة تفوق الـ4 بالمائة، الجمعة، عقب إعلان صحيفة «سيكيوريتيز تايمز» تسديد الشركة قرضها. بالإضافة إلى العقارات، تستثمر المجموعة في قطاعات السياحة والتكنولوجيا الرقمية والتأمين والصحة، كذلك في السيارة الكهربائية. لكن في مواجهة تضخم الديون في العقارات، فرض المنظمون على القطاع «ثلاثة خطوط حمر»، تهدف إلى تقليص اللجوء إلى اقتراض المتعهدين. ومنذ ذلك الحين، كافحت الشركات الأكثر ضعفاً من أجل مواصلة نشاطاتها، بينما تباطأت مبيعات العقارات وأسعارها بشكل حاد في الأشهر الأخيرة.
واعترفت «إيفرغراند»، الشهر الماضي، بأنها قد لا تكون قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها، لكنها نفت أن تكون على وشك الإفلاس. وما زاد من مخاطر إفلاس «إيفرغراند» هو فشلها في بيع 50.1 في المائة من رأس مال إحدى شركاتها إلى مجموعة «هوبسون» الصينية للتطوير العقاري، في صفقة كان من شأنها أن تؤمن لها 2.2 مليار يورو. وخرج المصرف المركزي الصيني، الجمعة، عن صمته، مؤكداً أن الدين الهائل للمجموعة الصينية العملاقة يفترض ألا يشكل خطراً على النظام المالي للبلاد… إلا أن البعض لا يزال غير مطمئن إزاء الوضع. وتظاهر عشرات من المالكين الذين خسروا أموالهم والموردين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم أمام مقر «إيفرغراند» في شينزين (جنوب الصين).