ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، بعد تراجع الدولار من مستويات مرتفعة، ومخاوف شح المعروض وسط انخفاض إنتاج أوبك والاضطرابات في ليبيا والعقوبات على روسيا. وطغت المخاوف على المتعاملين في بداية الجلسة من تأثر الطلب بركود عالمي، على هذه العوامل، وهو ما ضغط على الأسعار لتتراجع في النصف الأول من التداولات وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.9 في المائة إلى 113.80 دولار للبرميل عند الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.9 في المائة، إلى 110.53 دولار للبرميل. واقترب خام برنت هذا العام من أعلى مستوى له منذ 2008 عندما سجل 147 دولارا للبرميل في الوقت الذي زاد فيه الغزو الروسي لأوكرانيا من المخاوف بشأن الإمدادات.
وأظهر مسح لرويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لم تحقق هدفها من زيادة الإنتاج في يونيو (حزيران). وتضرر إنتاج الإكوادور، العضو بأوبك، جراء اضطرابات وقد يؤدي إضراب في النرويج إلى خفض الإمدادات هذا الأسبوع. وقال ستيفن بيرنوك من شركة (بي.في.إم) للسمسرة النفطية، وفق رويترز: «هذه الخلفية من الانقطاعات المتزايدة للإمدادات تتعارض مع نقص محتمل في فائض الطاقة الإنتاجية بين الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط… وإذا لم تشهد السوق إنتاجا نفطيا جديدا في وقت قريب سترتفع الأسعار حتما».
وارتفع اليورو والاسترليني، أمس، أمام الدولار في تعاملات هادئة وسط موسم عطلات في الولايات المتحدة في حين تحسن الإقبال على المخاطر على مستوى العالم. ومع إغلاق الأسواق الأميركية بسبب عطلة عيد الاستقلال توقعت الأسواق تعاملات خفيفة أمس وكسبت العملات الرئيسية أرضا على حساب الدولار الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته في أسبوعين يوم الجمعة.
في الأثناء، أثارت تغريدة الرئيس الأميركي جو بايدن، موجة من السخرية بين مجتمع الأعمال، بعد أن دعا الشركات التي تدير محطات الوقود لتقليل أسعار البنزين، بسبب التضخم الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية. ووجه مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس انتقاداً لطلب بايدن، الذي كتبه في تغريدة على تويتر.
وكتب الرئيس على منصة تويتر يوم السبت: «هذا زمن حرب ووجود مخاطر عالمية… عليك خفض السعر الذي تتقاضاه عند مضخة محطة الوقود كي يجسد التكلفة التي تدفعها في مقابل المنتج. يجب فعل هذا في الحال».
وعلق بيزوس قائلاً: «… معدل التضخم مشكلة في غاية الأهمية بالنسبة للبيت الأبيض كي يواصل القيام بالإدلاء بتصريحات من هذا النوع. هذا يعد توجيهاً خاطئاً بشكل مباشر أو سوء فهم بالغ لديناميكيات السوق الرئيسية».
وصل متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى 4.812 دولار خلال يوم الأحد، بحسب الرابطة الأميركية للسيارات، مقترباً من أعلى مستوى قياسي عند 5.016 دولار حققه خلال الشهر الماضي.
يأتي هذا في الوقت الذي تقترح فيه إدارة بايدن طرح عقود إيجار جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في خليج المكسيك وألاسكا، في خطوة قد تثير غضب نشطاء المناخ، الذين يضغطون لخفض الاعتماد محلياً على الوقود الأحفوري. وبحسب مسودة الخطة المعلنة يوم الجمعة الماضي؛ تقترح «وزارة الداخلية» طرح ما يصل إلى 11 عقداً على مدى السنوات الخمس المقبلة، تتضمّن 10 مواقع في خليج المكسيك، وواحداً في كوك إنليت قبالة ساحل ألاسكا. تتضمّن الخطة أيضاً خياراً بحظر طرح عقود إيجار لاحقة، على غرار خطة الحفر السابقة، حيث يحظر الاقتراح طرح عقود إيجار جديدة قبالة سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
قالت وزيرة الداخلية، ديب هالاند: «منذ اليوم الأول لنا في الإدارة، أوضحت أنا والرئيس بايدن التزامنا بالانتقال إلى اقتصاد الطاقة النظيفة، اليوم نقدّم الفرصة للشعب لدراسة وتقديم الآراء بشأن مستقبل عقود التنقيب عن النفط والغاز». وبذلك يتخلى بايدن عن هدف أميركا في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر المعلن مسبقا.