تشكل اليد العاملة السورية نسبة لا يُستهان بها في الأفران اللبنانية، ما يضع هذا القطاع اليوم أمام أزمة حقيقية، خاصة مع دخول عدد كبير من هؤلاء العمال بطريقة غير شرعية إلى البلاد، والحاجة الملحّة إلى تسوية أوضاعهم القانونية.
وفي هذا الإطار، اكد رئيس نقابة اصحاب صناعة الخبز انطوان سيف في حديث “هناك مشكلة متعلقة بالعمالة السورية في لبنان، لا تقتصر على قطاع الأفران فقط، بل تشمل مختلف القطاعات”.
وقال: “في الأفران، المشكلة اكثر تعقيداً، إذ يعتمد القطاع بشكل أساسي على العامل السوري في صناعة الخبز والكعك نظرًا لخبرته وقدرته على العمل في ظروف حرارة عالية تصل إلى 45 درجة، والقدرة على العمل في الليل، بينما قد لا يكون اللبنانيون قادرين على ذلك أو متاحين للعمل في أيام السبت والأحد. فالأفران بحاجة للعمل سبعة أيام في الأسبوع لضمان توفر الخبز صباحًا في المحلات والسوبرماركت.
ووفقاً لسيف “يوجد نوعان من العمالة السورية:
1- العمالة الشرعية الداخلة إلى البلد والتي لم تُجدّد أوراقها لأسباب مختلفة. هؤلاء العمل سيُسمح لهم بالتسوية لدى وزارة العمل والأمن العام إذا دخلوا عبر المطار أو الحدود البرية، أي أنه يحق لهم تسوية أوضاعهم.
2- العمالة التي دخلت بطريقة غير شرعية خلال السنوات الـ12 الماضية، وكانت تعمل في أماكن متعددة نظرًا للحاجة. تم بحث وضع هؤلاء مع المدير العام للأمن العام، وتلقينا وعدا بوضع آلية خاصة بالأفران، بحيث تقوم كل مؤسسة بتحديد أسماء وهويات الأشخاص، ويمكن للأمن العام الاطلاع عليها لمعرفة سلامة وضعهم في لبنان، فيمكنهم الخروج من البلد والدخول مرة أخرى على اسم المؤسسة التي يعملون لديها.
وكشف سيف عن ان “وزير العمل محمد حيدر، أوضح أن هذا القرار يجب أن تتخذه الحكومة، ووعد بالعمل ضمن هذا الإطار”.
واذ اكد على ان “الافران اشارت إلى صعوبة إيجاد موظفين لبنانيين، وجرى اقتراح إدخال هذا الاختصاص في المعاهد المهنية أو إنشاء معاهد تدريبية لتعليم العمل بالأفران”، شدد على ان اتحاد الأفران والنقابات قام بعمل جيد على صعيد السعي لتوظيف لبنانيين، وتواصل مع المؤسسة الوطنية للاستخدام للتعاون على هذا الصعيد، كما طلب من نقيب عمال الافران شحادة المصري المساعدة، ووضعنا الإعلانات على صفحاتنا كافة. ومع ذلك، لم يتقدم اللبنانيون للعمل في مؤسساتنا”.
واكد سيف انه “في حال مغادرة العمالة السورية بشكل كامل، ستكون الأفران في أزمة، لأن القطاع يعتمد على هذه العمالة، لذلك نحتاج الى استثناء أو آلية خاصة لمعالجة اوضاع عمال الأفران. فعمل الأفران صعب، شاق، حساس، ومرتبط بحياة الناس اليومية، ولهذا يجب النظر إليه بعناية.
وقال سيف: “الجميع متعاون معنا، كما أن وزير العمل كان متجاوبًا إلى حد كبير، وهو حريص على مصالح العاملين في القطاع لكنه يؤكد ضرورة الالتزام بالقانون. كما أن وزير الاقتصاد والتجارة د. عامر البساط رافقنا في زيارة إلى وزير العمل لمناقشة الوضع. الجميع مهتم، لكن القرار يحتاج إلى قرار حكومي بما خص وضع العمال السوريين، نظرًا لتعدد الحسابات المتعلقة بالبلدين”.
ووفقاً لسيف “طلب وزير العمل من الافران أن تأتي بعمال لبنانيين، وعملت الأفران لتحقيق هذا الامر كما عملت على إيجاد عمالة بديلة من بنغلاديش لتخفيف الاعتماد على العامل السوري، إلا أنه في الواقع لا يمكن الاستغناء عن العمال السوريين بسبب خبرتهم وقدرتهم على العمل في ظروف صعبة “.



