اسواق بيروت تستعد لاستقبال الاعياد رغم التداعيات الحربية

على ركام الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي الغاشم يستعد لبنان واللبنانيون لاستقبال الأعياد المجيدة بالرغم من الأحزان التي دخلت إلى معظم المنازل في كل المناطق التي تعرضت للقصف وحتى التي لم تتعرض، فكل لبناني معني بما حصل لأنها لحظة تضامن لنقف إلى جانب بعضنا بعضا، ولأن اللبناني يصنع من الضعف قوة ولأنه عيد الرجاء نستعد لاستقبال الأعياد مع أمل بغدٍ مشرق ووطن مستقر يحضن كل أبنائه.

أسواق بيروت التي طالما كانت قلب بيروت النابض ترسم صورة جميلة عن لبنان العيد والحياة والأمل فهي تستعد لاستقبال الأعياد كما يليق بلبنان واللبنانيين، وتقوم بمبادرات للوقوف إلى جانب اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة عبر التبرع بدلًا من التزيين بشكل مكثف لهذا الموسم وذلك لدعم العائلات النازحة التي لا تزال تواجه ظروفًا صعبة.

وتشمل هذه المبادرة توزيع أكثر من 1,000 قطعة ملابس شتوية و400 مدفأة من خلال هذه المنظمات الموثوق بها، إضافةً إلى ذلك، تساهم أسواق بيروت في إعادة تأهيل معدات أساسية للدفاع المدني اللبناني، لضمان تجهيزهم بشكل أفضل للاستجابة لأي طارئ.

الديار كان لها هذا الحديث مع المدير العام لأسواق بيروت السيد أديب النقيب حول استعدادات الأسواق لفترة الأعياد والمبادرات والأجواء قبل أيام قليلة وكيف تبدو الحركة وهل هناك نشاطات خاصة بمناسبة الأعياد؟ وهل هناك محال ومؤسسات جديدة فتحت او سيتم افتتاحها بمناسبة الأعياد و كم يبلغ عددها؟ وهل ستعود الاستثمارات بعد انتهاء الحرب؟ وهل سنشهد المزيد من الاستثمارات وما هو المطلوب لجذب هذه الاستثمارات وما هي تداعيات هذا الأمر على الاقتصاد اللبناني؟

استعدادات الأسواق لفترة الأعياد والمبادرات:

يقول النقيب : تمّت تهيئة وسط بيروت لفترة الأعياد من خلال الزينة الاحتفالية التي تزيّن معظم الشوارع ، إضافةً إلى سوق الميلاد المقام في شارع يوسف الرامي خلف مبنى البلدية.

أما بالنسبة لأسواق بيروت فقط تم نصب شجرة الميلاد وتزيين واجهات المحلات، وقد قمنا بمبادرة لدعم العائلات المتضرّرة والنازحة، شملت توفير أكثر من 1000 قطعة من الملابس الشتوية و400 مدفئة، بالإضافة إلى تأهيل معدات الدفاع المدني. لافتاً أن هذا التوجّه يرمز إلى قيم التضامن والتكافل في المجتمع، ويؤكّد أن أسواق بيروت ليست مجرد مركز تجاري، بل شريك أساسي في إعادة بناء لبنان معتبراً أن جوهر العيد يتمثّل في العطاء والشعور بالآخر، “وتجسّد هذه المبادرات رسالة إنسانية تحمل في طياتها الأمل والتعاون في مواجهة التحديات”.

الأجواء قبل أيام من الأعياد:

في هذا الخصوص يقول الأديب: تضجّ وسط بيروت بالحياة، حيث يتدفّق الناس للتسوق والاستمتاع بالزينة وسوق الميلاد. الزوّار يأتون من مختلف المناطق، مما يعكس عودة المدينة لدورها كمركز اقتصادي حيوي. هذه الحركة النشطة تبعث بإشارات إيجابية عن توقعات بازدهار النشاط التجاري خلال عيدي الميلاد ورأس السنة وللفترة المقبلة.

المحال والمؤسسات الجديدة والاستثمارات:

هنا يؤكد النقيب أنه رغم التحديات التي فرضتها الحرب، يستمر النشاط الاقتصادي في أسواق بيروت بنشاط ملحوظ فحاليًا، هناك 62 متجرًا مفتوحًا بلاضافة الى السوبرماركت والسينما، وتم افتتاح 7 متاجر في شهر كانون الأول وحده. ومن المتوقع افتتاح 10 متاجر إضافية في شهر كانون الثاني، منها 3 مطاعم معروفة. علاوة على ذلك، من المخطط افتتاح ما بين 30 إلى 35 متجرًا جديدًا خلال الربع الأول من عام 2025، بما في ذلك علامات تجارية عالمية مثل “مجموعة أزاديا”، وصولًا إلى الانطلاقة الكبرى في الربع الثاني من السنة الجديدة.

عودة الاستثمارات بعد الحرب:

وفقاً للنقيب تعكس نسبة الإشغال التي وصلت إلى 73% عودة تدريجية للنشاط التجاري والاستثماري. فرغم كل الظروف كان هناك اصرار من المستثمرين على انجاز محلاتهم ومطاعمهم وهو مؤشر ايجابي يعكس امل اللبنانيين ببلدهم ومستقبلهم وايمانهم بازدهار وسط مدينتهم.

وحول التوقعات للسنة المقبلة

قال النقيب لدينا أمل كبير ورؤية واضحة للمضي قدمًا واستكمال الأعمال الحالية ونحن على يقين أن أسواق بيروت ستعود لتكون الوجهة التسوقيه والترفيهية والسياحية الأولى ، بفضل ميزتها كمنطقة تسوّق مفتوحة وصديقة للحيوانات الأليفة، ومساحات للأطفال للأنشطة الخارجية، مما يتيح للزوّار من جميع الأعمار فرصة التسوّق، تناول الطعام، التنزه والاسترخاء في مكان واحد. كما أن تفرّد أسواق بيروت بعلامات تجارية عالمية تعرض لأول مرة في لبنان يعزز مكانتها المميزة.

جذب الاستثمارات

و اكد النقيب أن أسواق بيروت هي قلب العاصمة، وإعادة تفعيلها ضرورة أساسية لأنها تؤثّر بشكل إيجابي في المناطق المحيطة بها ،”فعندما تنشط الأسواق، يبحث المستثمرون عن محلات في المناطق القريبة، مما يعيد ترابط المناطق بدءًا من الصيفي الى شوارع المرفأ من فوش واللنبي وصولًا إلى ميناء الحصن مرورًا بأسواق بيروت”.

وختم النقيب بالقول : نحن نتطلّع إلى تحسّن الأوضاع، وعودة السياح والمغتربين، واستثمارهم في لبنان فالقطاع الخاص أظهر قدرة كبيرة على النهوض بمبادرات فردية وحقق نجاحًا، مما يثبت أنه قطاع يمكن الاعتماد عليه. لذلك، نأمل في دعمه من قِبل الإدارات والوزارات المختصة، مع إنشاء بيئة اقتصادية مستقرة وسياسات مشجعة للاستثمار لما لها من تأثير إيجابي مباشر على النمو الاقتصادي ، مؤكداً ان انتعاش النشاط التجاري في وسط بيروت سينشط الاقتصاد المحلي ويدعم الدورة الاقتصادية وسوف يؤدي الى خلق فرص عمل وتوظيف العديد من الموظفين مما ينعكس ايجابيا على الحركة الاقتصادية.

مصدرالديار - أميمة شمس الدين
المادة السابقةسبل تعزيز التعاون بين لبنان ومصر محور لقاء تشاوري في”الزراعة”
المقالة القادمةالتداعيات الإقتصادية لسقوط النظام السوري