الأسواق تواجه فائضا نفطيا أكبر من المتوقع خلال عام 2026

توقع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس فائضا نفطيا أكبر قليلا في عام 2026، إذ تطغى الزيادات في الإمدادات من الأميركتين على حجم الفاقد المتوقع من المعروض الروسي والزيادة في الطلب العالمي.

وأبقى بنك ساكس على توقعاته لمتوسط سعر برنت غرب تكساس الوسيط دون تغيير خلال العام الحالي، مرجحا أن يكون متوسط السعر بين 52 و56 دولارا للبرميل خلال العام المقبل. وقال في مذكرة أصدرها في وقت مبكر الاثنين “المخاطر التي تهدد توقعاتنا لأسعار 2025 و2026 متباينة، لكنها تميل إلى الارتفاع بشكل طفيف”.

واتفقت أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين، الأحد على زيادة إنتاج النفط اعتبارا من أكتوبر في ظل سعي السعودية، أكبر منتج في المنظمة، لاستعادة حصتها في السوق.

ومن المقرر أن يرفع 8 أعضاء في أوبك+ إنتاجهم بواقع 137 ألف برميل يوميا، وهو أقل بكثير من الزيادات الشهرية البالغة نحو 555 ألف برميل يوميا لشهري أغسطس وسبتمبر 2025 و411 ألف برميل يوميا في يوليو ويونيو الماضيين.

وزادت أوبك+ إنتاجها منذ أبريل الماضي بعد سنوات من التخفيضات لدعم سوق النفط، لكن قرار الأحد بزيادة الإنتاج جاء مفاجئا وسط توقعات بتخمة في المعروض من النفط تلوح في الأفق خلال أشهر الشتاء في نصف الكرة الشمالي.

وقال غولدمان ساكس إن “قرار المجموعة البدء تدريجيا في التراجع عن التخفيضات البالغة 1.65 مليون برميل يوميا راجع على الأرجح إلى أن المخزونات التجارية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لا تزال منخفضة”. وأضاف “رغم أن من الوارد التراجع عن التخفيضات البالغة 1.65 مليون برميل يوميا بشكل كامل، نفترض أن المجموعة ستستغل مرونتها لوقف الزيادات في الحصص مؤقتا بدءا من يناير 2026”.

وأشار خبراء البنك إلى أن ذلك سيكون على افتراض أن المخزونات التجارية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ستبدأ في الارتفاع بشكل ملحوظ في الربع الأخير من 2025. وتابع ساكس “رغم رفع توقعاتنا للفائض في 2026 إلى 1.9 مليون برميل يوميا (مقابل 1.7 مليون برميل يوميا سابقا)، نفترض أن تسارع نمو المخزونات التجارية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيكون طفيفا في الربعين الأخيرين من 2025 و2026”.

ورفعت منظمة أوبك، الشهر الماضي وللمرة الأولى هذا العام، توقعاتها لنمو الطلب خلال 2026 إلى 1.4 مليون برميل يوميا، بارتفاع 100 ألف برميل عن توقعات الشهر الماضي. لكنها أبقت على توقعاتها لنمو الطلب هذا العام للشهر الخامس على التوالي.

ومع ذلك، من المرجح أن يكون الحجم الفعلي أقل مما أُعلن عنه، إذ تواجه بعض الدول الأعضاء في المجموعة ضغوطا لتعويض فائض الإمدادات السابق، والتخلي عن حصتها من زيادات الإنتاج، بينما تفتقر العديد من الدول إلى قدرات إضافية.

وارتفعت أسعار النفط الاثنين أكثر من دولار واحد، معوضة بعض خسائر الأسبوع الماضي مستفيدة من إمكانية فرض المزيد من العقوبات على النفط الروسي بعد هجمات على أوكرانيا.

وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى فوجيتومي سكيوريتيز، “شهدت سوق النفط انتعاشا طفيفا بدعم ارتياح حيال الزيادة الطفيفة في إنتاج أوبك+ وانتعاش مدعوم بعوامل فنية عقب انخفاض الأسبوع الماضي”. وأضاف “توقعات انخفاض المعروض نتيجة عقوبات أميركية جديدة محتملة على روسيا تدعم السوق أيضا”.

وتوقع مسؤول تنفيذي في ستاندرد آند بورز غلوبال انخفاض أسعار خام برنت المؤرخ إلى نحو 55 دولارا للبرميل بنهاية العام، وذلك خلال مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للبترول الاثنين.

وقال ديف إرنسبرجر، الرئيس المشارك لستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس، “لا نزال نتوقع انخفاض الأسعار إلى ما يقرب من 55 دولارا للبرميل مع استمرار أوبك في رفع إنتاجها”.

وأضاف “إذا كان هناك فائض كبير وإذا استمر تدفق النفط الروسي إلى السوق وإذا توقف نشاط رفع المخزونات ودخل بعض هذه الأشياء إلى المخزونات التجارية وتفاقمت ظاهرة ارتفاع الأسعار الآجلة عن الأسعار الفورية، فسنشهد انخفاضا في الأسعار عن ذلك”.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةلماذا حلّق الذهب مع تنامي الحديث عن خفض الفائدة؟
المقالة القادمةأوروبا تطلق أول كمبيوتر فائق لتعزيز الذكاء الاصطناعي