“الخزانة” تحذّر المصارف: سنعاقب كل المسؤولين عن الفساد

عبّر وكيل وزارة الخزانة الأميركية للإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون خلال لقاء إفتراضي مع جمعية المصارف في لبنان، عن قلق الخزانة من التحدّيات التي يواجهها الاقتصاد في لبنان، جراء التضخم وانقطاع الكهرباء والبطالة والنقص في المواد الغذائية. واعتبر أن الفساد في لبنان لطالما كان طريقة لإدارة الأعمال والسياسة، وأصاب الاقتصاد اللبناني ونظامه المالي. إذ انه أصبح عدو الاستثمار، لأن الشركات الأجنبية اعتبرت أن العمل في لبنان سيتطلب رشوات على مستويات حكومية مختلفة، وعدم شفافية في المناقصات. ذلك أن السياسيين سيستخدمون نفوذهم لتحقيق مصالحهم الخاصة.

ورأى نيلسون أن لبنان برهن عن عدم القدرة أو عدم الرغبة في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة. فالفساد أدى إلى تهريب المتمولين الكبار لأموالهم إلى الخارج، للمحافظة على ثرواتهم.

في المقابل، أوضح نيلسون أنه يتوقع من جمعية المصارف اللبنانية وأعضائها لعب دور فعال بتحديد دور “حزب الله” في النظام المالي اللبناني، معبّراً عن خيبة أمله من عدم اتخاذ أي إجراءات لإنقاذ هذا النظام من الفساد. وخصوصاً الدور الذي لعبته المصارف لتحديد الـPEP أو Politically exposed persons (ما يسمى الأشخاص المعرضين سياسياً) ومصادر ثرواتهم. وأضاف: “سمعنا من المصارف أن الـPEPS لا يشكلون هاجساً لديهم، أو هم غير موجودين. ولكن تبين أن هذا غير صحيح، وأن بعضهم ليس لديه حسابات في هذه المصارف فقط، إنما يملك أسهماً فيها أيضاً. وبالتالي، فان المصارف التي قالت إن لا مشاكل لديها مع الـPEPS إما هي متواطئة معهم أو لم تقم بواجبها للتحقيق في حساباتهم”.

نيلسون كان حازماً بالقول إن كل مصرف يتعامل مع أي شخص أو مؤسسة على لائحة العقوبات يعرض نفسه للعقوبات أو إمكانية خسارة حساباته لدى البنوك المراسلة. وتوقع من المصارف أن تبلّغ عن أي تحويلات مشبوهة أو ما يسمى بالـ suspicion transaction report. وعبّر عن قلقه من الأرقام المنخفضة من الـSTRs. أما النقطة الأخيرة التي شدد عليها فهي الشفافية. وذكّر أن نتائج عدم اعتمادها سيئة جداً، مستذكراً جمّال تراست بنك وعلاقاته المخفية مع “حزب الله”.

من جهتها، أكّدت جمعية مصارف لبنان في بيان مساء أمس، أنها “ستقف دائماً بحزم في وجه تبييض الأموال وتمويل الإرهاب من خلال الامتثال للمعايير العالمية، وهي تفتح أبوابها أمام المجتمع الدولي في محاربة كافة أنواع التمويل غير المشروع. كما أنها أكّدت من جديد أن النظام المصرفي اللبناني حريص على الحفاظ على سمعته وثقة الولايات المتحدة وشركائه الدوليين”.

مصدرنداء الوطن
المادة السابقةالضرب بـ “صيرفة” حرام
المقالة القادمة“صندوق النقد”: تقدّم ملحوظ في تحديد الخسائر اللبنانية