«الطاقة الدولية» ترفع وتيرة التحذير من أكبر «صدمة» إمدادات منذ عقود

في وقت عاودت فيه منظمة الطاقة الدولية رفع وتيرة التحذير مما وصفتها بأكبر صدمة إمدادات طاقة وشيكة منذ عقود، عاودت أسعار النفط الارتفاع لتقترب من 110 دولارات للبرميل، أمس (الجمعة)، وسط استمرار الصراع في أوكرانيا، مع عدم وجود أي إشارة إلى إمكانية إحراز تقدم في جهود إنهاء القتال عن طريق التفاوض.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شهر مايو (أيار) المقبل بنسبة 1.3% لتصل إلى 108.05 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.6% لتصل إلى 104.61 دولار للبرميل. وسجل النفط قبل أسبوعين أعلى ارتفاع له خلال 14 عاماً، عند 130 دولاراً للبرميل.إلى ذلك، قال مصدران من تكتل «أوبك بلس» إن امتثال التكتل بخفض الإنتاج ارتفع إلى 136% في فبراير (شباط) من 129% في يناير (كانون الثاني).
ويشير مستوى الالتزام المرتفع إلى أن المجموعة تنتج أقل من المستهدف في وقت يواجه فيه عدة أعضاء صعوبة في زيادة الإنتاج مع تحرك «أوبك بلس» تدريجياً نحو التخلص من تخفيضات في الإنتاج.

إلى ذلك، حضّت وكالة الطاقة الدولية أمس (الجمعة)، الحكومات على تطبيق إجراءات فورية لخفض الاستهلاك العالمي للنفط في غضون أشهر على وقع المخاوف المرتبطة بالإمدادات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
ودعت الوكالة مجموعة «أوبك بلس» للدول المنتجة للنفط إلى المساعدة في «تخفيف الضغط» على الأسواق، بينما حذّرت من أن العالم يواجه أكبر صدمة في الإمدادات «منذ عقود».

وأدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير ودفع اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا إلى فرض عقوبات على روسيا عبر حظر استيراد النفط. وفي ظل التهديد بإمكانية انخفاض إمدادات النفط الروسية أكثر، «هناك خطر حقيقي من إمكانية تقلّص الأسواق أكثر وارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في الشهور المقبلة» في وقت يدخل العالم موسم ذروة الطلب، حسب الوكالة.

وأفاد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان، بأنه «نتيجة العدوان الروسي المروّع على أوكرانيا، قد يواجه العالم أكبر صدمة في إمدادات النفط منذ عقود، مع انعكاسات هائلة على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا».
وقال بيرول، في مؤتمر صحافي لعرض خطة لخفض الطلب، إنه يبحث عن «بعض الرسائل الجيّدة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على أسواق النفط» بعد الاجتماع المقبل لتحالف «أوبك بلس» في 31 مارس (آذار) الجاري.

وأفادت الوكالة بأن المقترحات العشرة التي وردت في تقريرها بإمكانها خفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدّمة «بـ2.7 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة المقبلة». وبناءً على تقديراتها، يمكن للإجراءات التي اقترحتها الوكالة بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية، خفض الاستهلاك في أوساط هذه الدول بـ2.7 مليون برميل يومياً، علماً بأن الدول المعنية تستهلك حالياً ما بين 44 و45 مليون برميل يومياً. وتستهدف الخطة المكوّنة من عشر نقاط، التي يمكن أن تطبّقها الحكومات، النقل الذي يمثّل «غالبية الطلب على النفط».

وتشمل المقترحات خفض الحد الأقصى للسرعة، والعمل من المنزل ثلاثة أيام في الأسبوع، والتوقف عن استخدام السيارات أيام الأحد، وخفض تكاليف النقل العام، وزيادة استخدام القطارات للرحلات البعيدة بدلاً من الطائرات.
من جانب آخر، كشفت بيانات رسمية أمس أن صادرات النفط الخام السعودية زادت في يناير إلى سبعة ملايين برميل يومياً من 6.937 مليون برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول) حسب منصة «جودي».

من ناحيتها، ارتفعت واردات النفط الخام الهندية في فبراير إلى 4.86 مليون برميل يومياً، أعلى مستوى منذ ديسمبر 2020، مع زيادة استهلاك المصافي لتلبية الطلب المتنامي مع تحسن أرباح التكرير. وأظهرت بيانات أن واردات الدولة، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، زادت 5% مقارنةً مع يناير، و24% عن مستواها المتدني في فبراير 2021 عندما تم إغلاق مصفاة في شمال الهند إغلاقاً كاملاً، لأعمال صيانة.

 

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةشقير: أخبار إيجابية تتعلق بالإمدادات لبعض المواد الزراعية والغذائية الأساسية
المقالة القادمةالاقتصادات الناشئة في مرمى انعكاسات رفع الفائدة الأميركية