بينما تعقد لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف «أوبك بلس» اجتماعها الافتراضي يوم الجمعة حيث لا يتوقع أن تصدر توصيات لتغيير الاتفاقية الحالية التي تقضي بخفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الحالي، سجلت أسعار النفط تراجعات خلال تعاملات الثلاثاء، بفعل عمليات جني الأرباح. غير أنها ظلت تحوم بالقرب من أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر، الذي بلغته في جلسة الاثنين، بفعل «جرعة أمل» من تعافي الاقتصاد الأميركي وتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة، ووسط مؤشرات على تراجع الإمدادات العالمية بسبب خفض الدول المنتجة للإنتاج والطلب القوي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للوقود في العالم.
وبحلول الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام برنت 84.78 دولار للبرميل منخفضة 0.76 في المائة مقارنة بسعر التسوية في الجلسة السابقة. ووصلت عقود شهر أقرب استحقاق لخام برنت لأعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر منذ 13 أبريل (نيسان) يوم الاثنين.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 81.19 دولار للبرميل منخفضا 0.75 في المائة عن سعر التسوية في الجلسة السابقة الذي بلغ أعلى مستوياته خلالها منذ 14 أبريل.
يرى ريكاردو إيفانجليستا، محلل أول بأسواق النفط بشركة ActivTrades للوساطة المالية، أن «السوق تقع تحت تأثير جرعة الأمل التي نجمت عن تعافي الاقتصاد الأميركي وتجنبه انكماشاً ما بعد التشديد النقدي، إلى جانب التلميحات القوية من الصين بعزمها على دعم الاقتصاد عن طريق عدة خطط تحفيزية. ومن ناحية أخرى، تواصل المملكة العربية السعودية خطتها لخفض الإنتاج، وهو ما يؤثر على معدلات الإمداد العالمي».
وقال إيفانجليستا لـ«الشرق الأوسط»، إنه «مع تراجع الإنتاج من أكبر مصدر للنفط وعودة شهية أكبر مستوردين في العالم، رسم المستثمرون سيناريوهات يتضاءل فيها العرض أمام الطلب، ما يدعم سعر البرميل».
تتزامن تحركات المتعاملين في السوق مع قرب اجتماع منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، المقرر يوم الجمعة المقبل. وفي يونيو (حزيران) الماضي، توصل تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم أعضاء «أوبك» وحلفاء من بينهم روسيا، إلى اتفاق أشمل لخفض إمدادات النفط حتى عام 2024. وتعهدت السعودية خفضاً طوعياً إضافياً في شهر يوليو (تموز). وفي الثالث من يوليو، قالت المملكة إنها ستمدد الخفض الطوعي ليشمل أغسطس (آب) وإنه قد يمتد لشهور أخرى.
وتزامنت البيانات التي أظهرت تراجع الإمدادات مع صدور بيانات أميركية يوم الاثنين تظهر أن الطلب على الوقود ارتفع إلى 20.78 مليون برميل يوميا في مايو (أيار)، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2019. كما أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أيضا أن الطلب على البنزين ارتفع إلى 9.11 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ يونيو 2022.
وكان من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وفقا لاستطلاع أجرته «رويترز» الذي قدر في المتوسط أن مخزونات الخام تراجعت بنحو 900 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يوليو (تموز).