المازوت شلّ قطاعات الدولة والشمع محظور على الفقراء

في عز الحاجة للشمع، الشمع محظور على الفقراء اذ بات لمن استطاع اليه سبيلاً. فمعظم الدكاكين نفضت الغبار عن ” كنز الشمع المنسي” واعادوا تسعيره من جديد وفق سعر الدولار الاسود، رغم انهم يحتفظون به على زمن دولار الـ1500 ولكن العز للاحتكار هذه الايام، وبات الدكنجي ملك السوق، فالشمع مطلوب جداً، ليغطي انقطاع الكهرباء والاشتراك. طفح كيل الناس، باتوا اكثر قلقاً من ذي قبل، فالأزمات تفرّخ كالفطر، وتطرق باب السلع الرئيسية. فلا مازوت، لا غاز، لا بنزين، لا دواء، وتكرّ سبحة لاءات الازمات والمحتكر واحد.

شلت ازمة المازوت حركة الادارات الرسمية والعامة ومعها المحال والمتاجر والدكاكين، فكل شيء معطل الا حركة طوابير السيارات على المحطات التي فتحت، وما عدا ذلك يعيش الناس اسوأ نكساتهم المعيشية والحياتية والاقتصادية، حولت يومياتهم صراعاً وكباشاً وتقاتلاً بالسلاح، يعيشون قهراً لم يعيشوه في عز الحرب، ناهيك عن بروز ظاهرة جديدة لقطع الطرقات، هذه المرة ليست من الاهالي بل من “شغيلة” أصحاب الاشتراكات الذين باتوا يستغلون الطريق والشارع للضغط باتجاه تأمين المازوت بالسعر الرسمي، او القبض على صهريج مازوت يتجه نحو مستشفى أو محطة وغيرها، فهذه الظاهرة تنبئ بفلتان امني وشيك، وتمهّد للفوضى العارمة التي يخشى منها، وهو امر يتخوف منه الامنيون انفسهم ممن باتوا يقرأون حركة الشارع الاعتراضية بمزيد من القلق، لان توقيف الصهاريج بهذه الطريقة يعني توقف الشركات عن ارسالها الى وجهتها، ما يعني المزيد من الحصار الحياتي.

عطّل المازوت حياة الناس، قطّع اوصالهم، شكّل فقدانه دخول القرى في العصور الوسطى، بحيث تنعزل جميعها بمجرد انقطاع الكهرباء، تتوقف شبكات الخلوي “الفا” و”ام تي سي”، ومعها الانترنت، “عزلة ربما يريدها الزعماء لتمرير سياسات تدمير البلد اكثر”، يعلّق احدهم بغضب، سائلاً “متى يفك الزعماء حصارهم عنا؟ هل يريدون رفع الدعم من دون اعتراض؟ قتلونا، جوعونا، سرقوا اموالنا وكل شيء، نحن في انتظار اعلان الوفاة، ارحمونا”.

أدّى فقدان المازوت الى تعطيل دوائر مصلحة المالية الإقليمية ومكاتب وزارة العمل التي توقفت عن استقبال معاملات المواطنين ومراجعاتهم، ولم تسلم دائرة النفوس من الازمة أيضاً، فكل اوصال المعاملات تقطّعت بفعل المازوت حيث وجّه المحتكرون ضربتهم القاضية، فيما المسؤولون في حل مما يحصل.

تتمدّد حركة الشلل يومياً، والمواطن يراقب ما يحصل، يدعو الى خروج المازوت من قمقم المحتكرين من دون جدوى، فالمازوت مفقود الأثر هذه الايام، ومن الصعب العثور عليه بالسعر الرسمي، حتى تجار السوق السوداء يمارسون سياسة ضغط من نوع جديد، الامتناع عن البيع تمهيداً لرفع السعر اكثر، فالتنكة مرجحة لتتجاوز الـ300 الف ليرة وفق المعلومات، مستغلين حاجة السوق لها بعدما لفت العتمة القرى التي تحولت مدن اشباح، وشلت الاعمال والقطاعات كافة، ما يعني ان الانزلاق الكبير قد وقع…

مصدرنداء الوطن - رمال جوني
المادة السابقةدعم المحروقات انتهى: البنزين إلى 336 ألف ليرة
المقالة القادمةحين يتحكّم “حَمَلَة الشنطة” بأصناف الأدوية المفقودة