بعد مرور 4 سنوات على توقيع مرسوم تعيين مراقبين جويين كانوا قد فازوا في امتحانات مراقب جوي في مجلس الخدمة المدنية، لم يتم تعيينهم في مراكزهم في مطار بيروت حتى اللحظة، ما استدعى من الموظفين الفعليين الذين يتناقص عددهم بشكل مستمر، إعلاء الصوت للمطالبة بحل أزمة تناقص أعداداهم والضغوط المهنية التي يتعرّضون لها.
وقد أعلن المراقبون الجويون في بيان لهم توقفهم عن العمل ليلاً ابتداءً من الأول من شهر آب المقبل، مذكّرين بأنهم يؤمنون “خدمات الملاحة الجوية وتأمين سلامة الحركة الجوية في الاجواء اللبنانية، وفي محيط المطارات المتواجدة في لبنان المدنية والعسكرية، ومنها مطار رفيق الحريري الدولي-بيروت، بموجب قوانين وأنظمة الطيران الدولية واللبنانية”.
نقص بشري
ومع النقص الحاد والمتزايد في عدد المراقبين الجويين المجازين، والحائزين على الكفايات الجوية للقيام بأعمال المراقبة الجوية، بسبب إحالة البعض منهم الى سن التقاعد، وعدم التوظيف وتأمين التمويل اللازم لانجاز مشروع تدريب المعاونيين المراقبين الحاليين، وتزايد النقص البشري بسبب الظروف الراهنة، ما يحتم على المراقبين الجويين الحضور والعمل بما يقارب 300 ساعة عمل شهرياً، لتأمين استمرارية العمل على مدار 24 ساعة من دون توقف، حتى في أيام الآحاد والأعياد أو خلال حدوث أزمات طارئة (مثلاً خلال أزمة وباء كورونا أو أثناء إغلاق طرق بسبب التظاهرات أو غيرها..)، ما زاد من عامل الضغط النفسي والاجتماعي على باقي المراقبين الجويين، الذين يعملون الآن فوق طاقتهم لضمان استمرار عمل المطار والحركة الجوية في الأجواء اللبنانية، والنتيجة حرمانهم من حقهم بالاستفادة من إجازاتهم الإدارية السنوية كباقي موظفي الدولة، أو حتى من مضمون التعاميم الصادرة عن رئيس مجلس الوزراء في شأن اعتماد مبدأ المداورة في العمل بسبب النقص في عددهم، وأحياناً من دون أي أجر مادي كتضحية منهم أو أي حوافز مالية تميزهم، بسبب طبيعة مهامهم والمسؤوليات الملقاه على عاتقهم…
توقف عن العمل ليلاً
هذا الواقع دفع بالبعض إلى تقديم استقالاتهم أو طلب إجازة بلا راتب للهجرة، وللبحث عن فرص عمل تؤمن لهم مداخيل عادلة.. وتحت وطأة كل هذه الضغوط مجتمعة قدم المراقبون الجويون في الملاحة الجوية إخطاراً لإدارتهم بتوقفهم عن العمل ليلاً، والمطالبه بحقهم بالاستفادة من مبدأ المداورة.
كما وأعلنوا عدم القدرة على تأمين استمرارية العمل ليلاً (من الساعة الثامنة مساء ولغاية الساعة السادسة صباحاً) ابتداء من الأول من آب 2022 المقبل، مع وجوب تخفيض عدد الرحلات نهاراً بما يتوافق مع القدرة الاستيعابية للمراقبين الجويين وحجم الأجواء، ما سيؤدي إلى توقف تقديم خدمات الملاحة الجوية ليلاً بالكامل خلال هذه الأوقات.