“المركزي” يربط الليرة ويضع البنوك في “الصناديق” قبل الاقتراع النيابي

إنتقل مصرف لبنان من تحت “دلفة” تثبيت سعر الصرف على 1507.5 ليرات لكل دولار، إلى تحت “مزراب” التثبيت على 20 ألفاً. في الحالتين “يُبلل” المركزي بغطاء من الطبقة السياسية المودعين، ومن خلفهم الاقتصاد، بنزيف ما تبقى من الدولار. فـ”على حجة ري وردة” الحفاظ على السلمين الاجتماعي والاقتصادي، “تشرب عليقة” السلطة لتستمرّ كالشوكة في خاصرة الوطن والمواطن.

يشتكي أحد المصرفيين من أن “البنوك لا يمكنها استخدام تريليونات الليرات العالقة في حساباتها في مصرف لبنان، وهي تضطر عوضاً من ذلك إلى تأمين دولارات جديدة بتكلفة مضاعفة، ثم استخدامها لتجديد احتياطيات مصرف لبنان من العملات الأجنبية “غير المحدودة” التي يهدرها بدوره للدفاع عن تثبيت سعر الصرف الجديد البالغ 20 ألفاً”. فبناء على إجراءات “المركزي” الجديدة بإمكان المصارف شراء ما شاءت من الليرات عبر منصة صيرفة بالدولارات التي بحوزتها. وفي هذه الحالة تستطيع تسديد حقوق مودعيها وتأمين 100 في المئة من الليرات نقداً، وليس 60 في المئة كما تفعل حالياً بحجة أن مصرف لبنان يضع سقوفاً منخفضة لسحب الليرات منه. شدّ الحبال هذا بين المصارف و”المركزي” الذي يدفع ثمنه المودع، هو “نتيجة السياسة الجديدة التي يتبعها مصرف لبنان للجم سعر الصرف، وامتصاص النقدي بالليرة من السوق”، برأي رئيس مجلس إدارة FFA Private Bank جان رياشي، “وإن كان لا بد برأي “المركزي” من فلش مبالغ نقدية بالليرة في السوق تلبية لسياسات الحكومة (زيادة الرواتب وبدل النقل والمساعدات الاجتماعية)، فيجب أن يكونوا مُباعين مقابل الدولار على سعر منصة صيرفة من أجل أن يضمن “المركزي” تأمين الدولار للاستمرار بسياسته حسب التعميم 161″.

على الرغم من التناقض الواضح في تطبيق الإجراءات ما زالت السلطة النقدية مستمرة بسياسة تثبيت سعر الصرف. ما يعني بحسب الخبير الاقتصادي جان طويلة أن “العجز في الخزينة والموازنة العامة، الممول من طباعة النقود ما زال مستمراً. ولو أن هذه الأموال لم تعط نقداً، فهي تُخلق بكميات كبيرة لأن الدولة عاجزة عن الاستدانة وتمويل نفسها”. “من جهة أخرى فإن سياسة الليلرة المتبعة من “المركزي” بشراء الليرة والتسديد بالدولار أيضاً ما زالت مستمرة. وهذا ما يؤدي إلى خلق كتلة نقدية كبيرة بالليرة ويحتّم في الوقت نفسه أخذ تدابير قاسية لتصعيب الحصول عليها من أجل كبح التضخم وضبط الكتلة النقدية. البديل لا يكون إلا بـ”إعادة النظر بالسياسة النقدية”، برأي طويلة، والبدء بمسار الإصلاحات الذي بُحّ صوتنا، وصوت المجتمع الدولي ونحن نطالب به.

ليس بعيداً عن سياسة مصرف لبنان يبرز السؤال إن كانت السلطة السياسية قد بدأت التضحية بالمصارف على مشارف الانتخابات النيابية. فبعدما نامت على حرير حماية مصرف لبنان والقوى السياسية لها، صحت المصارف على قرار دائرة التنفيذ في بيروت باتّخاذ إجراءات بحق «فرنسبنك» تشمل الحجز على جميع موجودات المصرف في مختلف الفروع، بما فيها الخزائن والأموال وختمها بالشمع الأحمر، تمهيداً لطرحها في المزاد العلني. وذلك في حال عدم تسديد المصرف وديعة أحد المواطنين مع ملحقاتها كاملة. القرار المتّخذ من رئيسة دائرة التنفيذ في بيروت القاضية مريانا عناني، يشمل فروع المصرف كلّها وأصوله والأسهم والموجودات والعقارات. وقد ردّت القاضية رلى عبدلله طلب وقف التنفيذ المقدم من قبل المصرف. خبير المخاطر المصرفية محمد فحيلي اعتبر أن «ما حصل مع فرنسبنك لن يحل مشكلة الودائع على عكس ما يسوق له الكثيرون. فبغض النظر إن أتى الحكم لمصلحة مودع ضد المصرف، أو لصالح مصرف ضد مصرف. فالأزمة بحجم وطن لا تحلّ على مستوى مودع أو مصرف. واليوم سيعاني آلاف المودعين في فرنسبنك، ومنهم عسكر وموظفو دولة من عدم قدرتهم على الحصول على أموالهم نقداً بالليرة على سعر 1500 ليرة أو بحسب التعميمين 151 و158 لأجل غير مسمى، بسبب إقفال المصرف. والخوف بحسب فحيلي أن تأخذ إدارة المصرف قراراً بالتصفية الذاتية ما يعني أن «كل مودع لديه قرش في المصرف حجز إلى ما لا يقل عن 5 سنوات».

مصدرنداء الوطن - خالد أبو شقرا
المادة السابقةبيرم حذر من توقف تقديمات الضمان عن أجراء المؤسسات المتخلفة عن الدفع
المقالة القادمةجمعية المصارف: لا يمكننا ان نبقى في مواجهة المودعين