المياه تنضمّ إلى لائحة الأزمات: إرتفاع بالسعر وعجز عن تأمينها

على أبواب الشتاء يصارع الناس لتأمين ما يلزم، يدورون حول أنفسهم بحثاً عن نافذة فرج تعيد الأمل إلى حياتهم من دون جدوى، صقيع الشتاء وبرد “كوانين” يلفح وجوههم وأجسادهم قبل أن يصل، فالمازوت غير مؤمّن وأسعاره فاقت الخيال والقدرة على التحمّل، وعنه نتجت أزمات كثيرة، من أزمة الرغيف إلى أزمة المولدات وما بينهما أزمات متتالية آخرها أزمة مياه الشفة، التي بات يصعب على الناس تأمينها في ظل إنقطاع الكهرباء، وشرائها نتيجة أزمة المحروقات في بعلبك، وتوقف الصهاريج عن حركتها اليومية في نقل المياه إلى المنازل، وانقطاع مردود مالي يعود على بعض العائلات التي تعتاش على هذه المهنة.

وعلى مقلب أصحاب الصهاريج التي تنقل المياه إلى الأحياء والمنازل في مدينة بعلبك، تشهد حركة شبه معدومة نتيجة أزمة المحروقات وفقدانها في المدينة، حيث أقفلت المحطات أبوابها وبقيت السوق السوداء تتحكّم بالأسعار من دون حسيب أو رقيب، وفيما كانت الصهاريج كل عام في مثل هذه الأيام تشهد حركةً مكوكية لا تهدأ أبداً، هدأ صوت الجرّارات الزراعية التي تجرّ خلفها الصهاريج، وخفت صوت المولّدات التي تضخ المياه إلى المنازل، وتوقّفت أعمال العديد من الشباب وارباب الأسر الذين يعتمدون على هذه المهنة لتأمين قوت يومهم. وفي هذا الإطار، أكد خالد مصطفى صاحب أحد الصهاريج أن عمله متوقف منذ اسبوع واكثر وهو لم يحرّك ساكناً بسبب فقدان البنزين والمازوت لتشغيل محرّكاته ونقل المياه إلى المنازل، “فسعر صفيحة المازوت بلغ 300 ألف ليرة لبنانية والبنزين أيضاً ولا يبيعوننا بالغالونات ونحن نحتاجها بشكل يومي ولا نستطيع أن نملأ مباشرةً من المحطات”، مضيفاً بأن صرختهم عبّروا عنها قبل أيام خلال إعتصام في ساحة المطران في بعلبك وقطعوا الطريق بصهاريجهم، مطالبين الدولة والبلديات بتأمين المحروقات وفق السعر الرسمي أسوة بالأفران وأصحاب المولدات “ولكن لم نلقَ جواباً أو إهتماماً، كذلك يعاني أصحاب الآبار التي نملأ منها من الأزمة نفسها، وشراء المحروقات وفق السوق السوداء يفرض علينا رفع سعر نقلة المياه، وهو أمر لا يمكن أن يتحمّله المواطن”، خاتماً بأن أزمة المياه في بعلبك ستزداد خلال الأيام القادمة إذا لم يجد المعنيون لها حلاً.

مصدرنداء الوطن - عيسى يحيى
المادة السابقة“الخارجية” تطلب من سفارات لبنان شدّ الأحزمة: رفْع الرسوم وتخفيض بدلات الإيجار
المقالة القادمةعبود: من حقّ المواطن تركيب عدّاد كهربائي في بيروت