في ظلّ تصاعد الانقسامات الجيوسياسية والتوترات التجارية، ارتفعت حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، ومع ذلك تظل النظرة المستقبلية للاقتصاد إيجابية
وفقًا لمؤشر عدم اليقين العالمي الذي تضاعف منذ كانون الثاني، بيّن تقرير لصندوق النقد الدولي أن التحولات الكبيرة في السياسات هذا العام أضافت المزيد من الغموض حول المستقبل والقرارات السياسية التي تتخذ. ونتيجة لذلك ارتفع مستوى عدم اليقين عالميًا إلى مستوى استثنائي، ومن المرجح أن يبقى كذلك، كما أشار إليه صندوق النقد الدولي خلال الاجتماعات السنوية الأخيرة.
لفهم ما الذي يسبب هذا وما يكشفه، طوّر مكوّن فرعي جديد من هذا المؤشر، وهو مؤشر عدم اليقين في السياسات العالمية، الذي، مثل نظيره، يعتمد على المصادر النصية. يتتبع مؤشرنا الجديد تقارير وحدة المخابرات الاقتصادية من خلال المرات التي تُذكر فيها كلمات مثل “غير مؤكد”، “عدم اليقين” و”الشكوك” على مستوى الدول في السياقات المتعلقة بـ “السياسة” و”صنع السياسات”، إضافة إلى الكلمات المتعلقة بالسياسة مثل “الانتخابات” و”الحكومة” و”التصويت”. ويغطي المؤشر 71 دولة متقدمة، وأسواقًا ناشئة، واقتصادات نامية.
يُظهر مخطط الأسبوع أن مستوى غير مسبوق مؤخرًا من عدم اليقين بشأن السياسات قد تزامن مع قراءات متفائلة نسبيًا لمؤشرنا لمعنويات العالم – ما يعكس توقعات صندوق النقد الدولي الأخير بأن الاقتصاد العالمي يظلّ شديد الصلابة ويتباطأ بشكل طفيف فقط. يمكن عزو هذه القدرة على الصمود إلى تحسين السياسات، وخصوصًا في الأسواق الناشئة، إلى جانب قدرة الأعمال على التكيف بشكل أفضل – لكن ارتفاع مستوى عدم اليقين قد يصبح الوضع الطبيعي الجديد.
بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من ارتفاع عدم اليقين، تظل المعتقدات حول الآفاق الاقتصادية الحالية والمستقبلية إيجابية. يستخدم مؤشر معنوياتنا، الذي يتتبع نفس الاقتصادات الـ 71 الموجودة في تقارير وحدة الاستخبارات الاقتصادية، قوائم كلمات تم تطويرها في ورقة بحثية عام 2016 من قبل هيرمان ستيكلر وهيلاري سايمينغتون لتقييم وجهات النظر تجاه التوقعات الاقتصادية. تعتمد الطريقة على تجميع الكلمات وتصنيفها بالأوزان، بدءًا من الإيجابيات مثل “صلب” و”مستقر”، وصولًا إلى السلبيات مثل “أزمة” و”ركود”. تكون مستويات المؤشر سلبية خلال حالات الركود العالمي الكبرى والارتفاعات في عدم اليقين، مثل الأزمة المالية العالمية والجائحة. على الرغم من أن المؤشر شهد تراجعًا مؤقتًا في وقت سابق من هذا العام، إلا أنه يظل إيجابيًا وفوق المتوسط التاريخي.




