تجاوز خام برنت مستوى 94 دولاراً مع ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر امس الجمعة، بعد أن خفضت الصين متطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك لتعزيز انتعاشها الاقتصادي، ووسط توقعات بقرب انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة عالمياً.
وبحلول الساعة 1126 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام برنت 38 سنتاً بما يعادل 0.41 في المائة إلى 94.08 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 44 سنتاً أو 0.49 في المائة إلى 90.60 دولار. وهذا أعلى مستوى تداول للخامين القياسيين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقالت تينا تنغ، المحللة في «سي إم سي»: إن خفض متطلبات الاحتياطي الإلزامي في الصين أسهم في رفع أسعار الطاقة والمعادن الصناعية بشكل عام، مضيفة أن بيانات الإنتاج الصناعي الصيني ومبيعات التجزئة قد تكون محركاً للسوق في وقت لاحق يوم الجمعة.
وقد أدت المخاوف المستمرة بشأن العرض، وتوقعات بإبقاء البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير، إلى وضع أسعار النفط على الطريق الصحيحة لتغلق مرتفعة للأسبوع الثالث على التوالي. ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف الاقتراض للشركات والمستهلكين؛ مما قد يبطئ النمو الاقتصادي ويقلل الطلب على النفط.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء ووزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الدكتور سعد البراك، أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ساهمت منذ إنشائها بضمان استقرار أسواق النفط وتوازنها بهدف تأمين إمدادات النفط.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مساء الخميس، عن البراك القول بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لإنشاء المنظمة: إنها نجحت في تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها والتي تشمل تنسيق السياسات النفطية للدول الأعضاء وتوحيدها.
وقال البراك: إن «أوبك» منصة اقتصادية دولية تتصرف بمسؤولية كاملة وتسعى باستمرار للحفاظ على الاستقرار في السوق النفطية لصالح كل من المنتجين والمستهلكين، كما تسهم في تعافي الاقتصاد العالمي؛ ما يحقق مصلحة متبادلة راسخة للجميع.
وأكد أنها حققت نجاحاً كبيراً بإنشائها لتحالف «أوبك بلس» الذي يضم 23 دولة مصدرة للنفط، وذلك في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016؛ «إذ ساهم في إعادة التوازن إلى السوق بعد جائحة كورونا في 2020 وما زال يواصل دوره».
وأفاد بأن «أوبك» تضع في أولوياتها تحقيق التنمية الاقتصادية وتضع في حسبانها تحقيق المحافظة على البيئة والتنمية الاقتصادية وأمن الطاقة، وتؤكد أنها تتحرك بكل مهنية وتدرج باتجاه التحول في الطاقة وتتوسع في استثماراتها لرفع طاقتها الإنتاجية لضمان أمن الإمدادات.
وفي شأن منفصل، قالت مصادر تجارية يوم الجمعة: إن «قطر للطاقة» رفعت سعر العقود المحددة المدة لخام الشاهين تحميل نوفمبر إلى أعلى مستوى في 2023، وسط شح في إمدادات الخام العالي الكبريت.
وحددت الشركة سعر نوفمبر عند نحو 2.73 دولار للبرميل فوق أسعار دبي، ارتفاعاً من 2.10 دولار للبرميل في أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022.
وكانت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أعلنت عن تمديد خفض الإنتاج مليون برميل يومياً حتى نهاية 2023؛ مما رفع العلاوات الفورية للنفط الخام العالي الكبريت. وفي الوقت نفسه، لا تزال هوامش التكرير قوية؛ مما دفع المصافي إلى زيادة الإنتاج.
ويأتي ارتفاع سعر خام الشاهين أيضاً مع انخفاض إجمالي عدد شحناته المتاحة للتجارة في نوفمبر إلى 13 من 16 في أكتوبر. وحددت قطر للطاقة سعر العقود المحددة المدة بعد أن باعت ثلاث شحنات من الشاهين للتحميل في نوفمبر من خلال مزايدتها الشهرية.
واشترت شركات «إديميتسو» و«إكسون موبيل» و«شل» الشحنات الثلاث بسعر يتراوح بين 2.20 و2.77 دولار للبرميل فوق أسعار دبي، ومن المقرر تحميل الشحنات في الفترة من الثاني إلى الثالث من نوفمبر، ومن 24 إلى 25 و28 إلى 29 من الشهر نفسه.