ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، امس الجمعة، واتجهت لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك بدعم تنامي التوقعات بأن البنك المركزي الأميركي سيبدأ قريباً خفض أسعار الفائدة، إلى جانب زيادة أرباح التكرير.
وارتفعت عقود أغسطس (آب) الآجلة لخام برنت، التي يحل أجلها، يوم الجمعة، 48 سنتاً، إلى 86.87 دولار للبرميل بحلول الساعة 1238 بتوقيت غرينتش. كما ارتفع عقد برنت لشهر سبتمبر (أيلول) 0.53 بالمائة إلى 85.71 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس 58 سنتاً أو 0.71 بالمائة إلى 82.32 دولار للبرميل.
وحقق خاما القياس زيادة بنحو 2 بالمائة منذ بداية الأسبوع، كما كانا يتجهان لتحقيق مكاسب بما يزيد قليلاً على 6 بالمائة على أساس شهري.
وقال محللون من «إيه إن زد»: «ارتفع الخام على الرغم من ضعف على المدى القريب في العوامل الأساسية»، في إشارة إلى زيادات غير متوقعة في مخزونات الخام الأميركية، على الرغم من توقعات بالتراجع خلال ذروة الطلب في الصيف. وأضافوا في مذكرة للعملاء: «ارتفعت الأسعار وسط إقبال على المخاطرة في السوق بشكل أعم… بفعل بيانات أشارت إلى مزيد من الضعف في سوق العمل الأميركية».
وهناك إقبال على المخاطرة في الأسواق بفعل تنامي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي على وشك بدء دورة من تيسير السياسة النقدية. ويشير أداء «سي إم إي فيد واتش» إلى أن المتعاملين يتوقعون الآن بنسبة 64 بالمائة أن يكون أول خفض لسعر الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك ارتفاعاً من 50 بالمائة قبل شهر.
وقد يكون خفض أسعار الفائدة داعماً للنفط؛ لأنه قد يزيد الطلب من المستهلكين. كما يدعم ارتفاع التكرير الأسواق، إذ ارتفع متوسط أرباح التكرير في سنغافورة دولاراً في يونيو (حزيران) عن مايو (أيار)، ليسجل نحو 3.60 دولار للبرميل.
وفي سياق منفصل، نقلت وكالات أنباء عن السلطات في منطقة تامبوف جنوب شرقي العاصمة الروسية، موسكو، قولها: «إن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيّرة تسبب في اندلاع حريق خزان نفط لخط أنابيب (دروجبا)، يوم الجمعة، لكن جرى إخماده في غضون ساعات».
وكان ماكسيم بيجوروف، حاكم تامبوف، قد أفاد في وقت سابق بوقوع حريق في مستودع للوقود مع عدم وقوع إصابات. وتكثف أوكرانيا الضربات على خزانات نفط روسية، بعد شنّها هجمات في السابق على عدد من المصافي تسببت في تعطيل كبير.
وتقول أوكرانيا: «إن هجماتها تستهدف البنية التحتية التي تدعم جهود موسكو الحربية». وكثيراً ما هاجمت روسيا محطات الطاقة الأوكرانية وشبكة الكهرباء طوال الحرب التي دخلت عامها الثالث.
وخط أنابيب «دروجبا» من أكبر الخطوط التابعة لشركة «ترانسنفت» التي تحتكر خطوط الأنابيب الروسية، إذ يبدأ في وسط روسيا، ويربط حقول النفط في غرب سيبيريا بمصاف كبرى في أوروبا.
ويمكن نقل مليوني برميل يومياً عبر «دروجبا»، لكن التدفقات انخفضت بشكل حاد بعد أن توقف الاتحاد الأوروبي عن شراء النفط الروسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. ويستخدم الآن الجزء الشمالي من خط أنابيب «دروجبا»، الذي يمتد إلى ألمانيا عبر روسيا البيضاء وبولندا، لنقل صادرات النفط من شركة «كيبكو» القازاخستانية إلى مصفاة «شفيدت» الألمانية التي تزود برلين بمعظم الوقود.