النفط يستقر مع استمرار المخاوف إزاء الاقتصاد الصيني

لم تشهد أسعار النفط تغيراً يُذكر خلال تعاملات جلسة امس الثلاثاء، مع استمرار تركيز المستثمرين على احتمال تقليص تباطؤ النمو الصيني الطلب من أكبر مستورد للنفط الخام عالمياً.

وبحلول الساعة 15:22 بتوقيت غرينيتش، تراجع خام برنت 0.19 في المائة إلى 84.25 دولار للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.29 في المائة إلى 79.89 دولار للبرميل.

وانخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط لأقرب شهر استحقاق 10 سنتات إلى 80.62 دولار للبرميل بفعل ضعف التداول قبل انتهاء سريانها الوشيك.

وتعد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عاملاً ضرورياً لتعزيز حجم الطلب على النفط خلال ما تبقى من العام. لكن ضعف نشاطها الاقتصادي أحبط الأسواق بعد أن خيّبت إجراءات التحفيز التي تعهدت بها التوقعات، بما في ذلك خفض أقل من المتوقع لمعيار إقراض رئيسي يوم الاثنين.

ولم يستبعد مسؤولو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) رفع أسعار الفائدة مجددا في معركتهم لاحتواء التضخم، ما تسبب في تأجيج المخاوف إزاء الطلب.

ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في السحب من مخزوناتها من النفط. وأظهر استطلاع أولي لـ«رويترز» انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء العراقية، الثلاثاء بأن وزيري النفط العراقي والتركي بحثا أهمية استئناف صادرات النفط بعد اكتمال صيانة خط الأنابيب. وأوقفت تركيا صادرات العراق البالغة 450 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 0.5 في المائة تقريبا من الإمدادات العالمية، عبر خط أنابيب يمتد من شمال العراق إلى تركيا في 25 مارس (آذار) بعد حكم في قضية تحكيم صادر عن غرفة التجارة الدولية.

في الأثناء، أظهرت بيانات شحن من مصادر تجارية وصناعية أن واردات الهند من النفط الخام من روسيا تراجعت في يوليو (تموز) للمرة الأولى في تسعة أشهر، كما تراجعت الشحنات الواردة من السعودية إلى أدنى مستوى في عامين ونصف العام بعد تخفيضات الإنتاج من «أوبك بلس».

وخفضت كل من الصين والهند، أكبر وثالث أكبر مستوردي النفط في العالم، الواردات من روسيا والسعودية في يوليو بعد ارتفاع الأسعار وخفض البلدين لإنتاج وشحنات النفط الخام.

وأعلنت السعودية خفضا طوعيا للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا أخرى من يوليو إلى سبتمبر (أيلول)، كما أعلنت روسيا خفض الصادرات في أغسطس (آب) بمقدار 500 ألف برميل يوميا، في إطار اتفاق بين أعضاء تحالف «أوبك بلس» الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، لدعم استقرار السوق.

وأظهرت البيانات أن إجمالي واردات الهند انخفض أيضا 5.2 في المائة مقارنة بشهر يونيو (حزيران) إلى 4.4 مليون برميل يوميا في يوليو، إذ تم إغلاق كثير من محطات التكرير للصيانة خلال موسم الرياح الموسمية.

كما أظهرت البيانات أن واردات النفط من روسيا تراجعت 5.7 في المائة إلى 1.85 مليون برميل يوميا وانخفضت الشحنات من السعودية 26 في المائة إلى 470 ألف برميل يوميا. وتستورد الهند أكثر من 80 في المائة من إجمالي احتياجاتها النفطية.

وبدأت المصافي الهندية التي تعمل على تنويع مصادر وارداتها النفطية لخفض التكاليف التهافت على النفط الروسي منخفض السعر مع توقف بعض الشركات الغربية عن الشراء من موسكو بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وأظهرت البيانات أنه على الرغم من تراجع الواردات من السعودية، زادت واردات الهند من نفط دول «أوبك» في يوليو إلى أعلى مستوى منذ مارس مع زيادة الاستيراد من العراق والإمارات ونيجيريا.

وفي الفترة من أبريل (نيسان) إلى يوليو، وهي الشهور الأربعة الأولى من السنة المالية الحالية في الهند، ظلت نسبة الواردات من «أوبك» إلى إجمالي الواردات الهندية عند أدنى مستوى خلال آخر 22 عاماً على الأقل.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةاجتماع بين الهيئات الاقتصادية والبستاني يناقش المشاريع الاقتصادية المطروحة
المقالة القادمةأسواق الغاز على صفيح ساخن قبل محادثات حاسمة في أستراليا