بدأت تطفو متاعب شركات إنتاج الفحم حول العالم متأثرة بتداعيات أزمة كورونا التي ضيقت عليها هامش أعمالها وأرباحها وجعلتها تتخبط في مشاكل لا حصر لها.
ولكن هذا الأمر يبدو أنه مجرد قمة جبل المشكلة، حيث هناك اتجاه لاستخدام الطاقة المتجددة وبالتالي ضرب هذه الصناعة العالمية وجعلها تدريجيا في طريق الاندثار.
ويختزل إعلان شركة وايت هفين كول، أكبر منتج للفحم في أستراليا انهيار أرباحها بنسبة 95 في المئة بسبب انهيار أسعار الفحم في السوق العالمية على خلفية تداعيات جائحة فايروس كورونا المستجد، تلك المشكلة.
وذكرت الشركة أن أرباحها خلال العام المالي المنتهي في أواخر يونيو الماضي بلغت نحو 30 مليون دولار أسترالي (21 مليون دولار أميركي)، مقابل 565 مليون دولار أسترالي خلال العام المالي السابق.
وكانت أسعار الفحم عالي الجودة، وهو أحد الصادرات الأساسية لأستراليا قد تراجعت من 100 دولار أميركي للطن عام 2019 إلى 55 دولارا للطن بنهاية العام المالي المنقضي بالنسبة لنشاط الشركة.
يذكر أن الشركة واجهت مؤخرا اتهامات بارتكاب 16 مخالفة لقوانين التعدين بما في ذلك التنقيب والعمل في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية. ويصل الحد الأقصى للغرامة عن كل مخالفة إلى 1.1 مليون دولار أسترالي.
وكانت جائحة كورونا دفعت الهند والدول الآسيوية الأخرى إلى تقليص نشاط إنتاج الصلب، مما أدى إلى تراجع الطلب على الفحم بحسب بيان الشركة الأسترالية.
جاء إعلان الأرباح السنوية لشركة وايت هفين كول في الوقت الذي يدرس فيه المستثمرون الرئيسيون بها الانسحاب من الاستثمار في مجالات الفحم والوقود الأحفوري بشكل عام بسبب المخاوف من ظاهرة التغير المناخي.
وكان دويتشه بنك الألماني قد أعلن في نهاية الشهر الماضي أنه سينهي أنشطته التجارية المتصلة باستخراج الفحم في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025 على أقصى تقدير في تعديل لسياساته المتعلقة بالوقود الأحفوري.
وقال البنك إنه اعتبارا من الآن فإنه لن يمول أي مشروعات جديدة في القطب الشمالي أو مشروعات الرمال النفطية، حيث تأتي هذه الخطوة بعد إعلانات صدرت هذا العام عن أهداف الاستدامة الجديدة وإصدار أول سندات خضراء للبنك.
وأكد أنه سيراجع جميع أنشطته ذات الصلة بخطط تنويع المشترين في مجال الطاقة المعتمدة على الفحم في الولايات المتحدة وأوروبا بحلول نهاية هذا العام، في حين سيبدأ مراجعة مماثلة في آسيا عام 2022.
كما أعلنت الهند أنها تخطط لخفض كبير في وارداتها من الفحم الحراري في الأعوام القليلة المقبلة لتوفير نقد أجنبي وخلق وظائف من خلال تطوير المناجم الحالية والجديدة للفحم في البلاد. ويعتبر الفحم إحدى أهم خمس سلع أولية تستوردها الهند، ثاني أكبر مستهلك ومستورد ومنتج لهذا الوقود بعد الصين.
وقالت الصين إن مقاطعة شانشي، وهي منتج رئيسي للفحم في الصين، ستغلق 32 منجم فحم وتخفض أكثر من 20 مليون طن من الطاقة الفائضة هذا العام، حسبما قالت السلطات المحلية.
وذكر بيان صادر عن حكومة شانشي أن المقاطعة طلبت من الشركات إغلاق مناجم الفحم قبل نهاية أكتوبر المقبل، واتخاذ الترتيبات المناسبة للموظفين، واستعادة البيئة.