ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني امس الثلاثاء، بعد توقف مؤقت لارتفاع أسعار النفط ساعدهما على العودة إلى أعلى مستوياتهما في عدة أشهر مع هبوط الدولار في الجلسات الأخيرة.
وقد تشكّلت الصورة الأكبر بفعل اقتراب موعد خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بسرعة، وهو ما ألقى بثقله على الدولار في الأسابيع الأخيرة. ويتوقع المستثمرون أن يخفّض بنك «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر (أيلول)، ولكنهم لا يزالون يناقشون احتمال تدخل صناع السياسات بخفض 50 نقطة أساس بدلاً من 25، وفق «رويترز».
وارتفع اليورو والجنيه الإسترليني بنحو 0.1 في المائة لكل منهما إلى 1.1169 دولار و1.3203 دولار على التوالي، إذ كانت العملة الموحدة بالقرب من أعلى مستوى لها منذ 13 شهراً، والجنيه الإسترليني حول أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين.
واستفادت العملتان، خصوصاً اليورو، بشكل كبير من موجة ضعف الدولار الأخيرة، رغم أنهما قد تواجهان صعوبة في الارتفاع بشكل أكبر من الآن فصاعداً.
وقال رئيس الأسواق العالمية في «إن جي»، كريس تيرنر، في مذكرة إلى العملاء: «بعد ارتفاع قوي منذ أوائل أغسطس (آب)، يبدو أن زوج اليورو/الدولار قد يحتاج إلى بعض الاستقرار. سنفضّل نطاق تداول 1.1100 – 1.1200 الآن – في انتظار بعض بيانات النشاط الأميركي المخيبة للآمال». وأضاف: «الارتفاع في أسعار النفط على خلفية زيادة التوتر في الشرق الأوسط وتحديات إمدادات ليبيا لن يساعد اليورو مقابل الدولار».
وتوقفت أسعار النفط عن ارتفاعاتها الأخيرة لتُتداول في نطاق يوم الثلاثاء، بعد ارتفاع بأكثر من 7 في المائة في الجلسات الثلاث السابقة، وسط مخاوف بشأن إمدادات النفط الناجمة عن مخاوف من صراع أوسع في الشرق الأوسط وإمكانية إغلاق حقول النفط الليبية.
وكانت إحدى العملات التي تعزّزت بارتفاع أسعار النفط هي الدولار الكندي، الذي وصل إلى 1.3479 دولار كندي مقابل الدولار، بعد أن لامس أعلى مستوى في خمسة أشهر يوم (الاثنين).
وكان الين أضعف مع ارتفاع الدولار بنسبة 0.3 في المائة عند 144.95 مقابل الدولار. كل هذا ترك مؤشر الدولار عند 100.88 أقل بقليل من أدنى مستوى في عام واحد، بمساعدة احتمال خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر، بعد أن أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى مثل هذه الخطوة في خطابه في «جاكسون هول» يوم الجمعة.
وقال استراتيجي السوق العالمية في آسيا والمحيط الهادي باستثناء اليابان لدى «إنفستكو»، ديفيد تشاو: «المسألة الآن لم تعد ما إذا كان (الفيدرالي) سيخفّض أسعار الفائدة في سبتمبر، بل بكم».
وأضاف: «ترك باول الباب مفتوحاً لخفض أكبر في حالة تدهور ظروف العمل. ويعتقد المستثمرون أن (الفيدرالي) يبدو منفتحاً على خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع مما كان متوقعاً سابقاً».
وقد حدّدت الأسواق بالفعل سعراً كاملاً لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، وتتوقع تخفيفاً بقيمة 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
وفي مكان آخر، ارتفع الدولار الأسترالي 0.23 في المائة إلى 0.6787 دولار أميركي، وهو ليس بعيداً عن أعلى مستوى في شهر عند 0.67985 دولار أميركي الذي سجله يوم الجمعة، وبلغ الفرنك السويسري 0.8473 للدولار حول أقوى مستوياته في ثلاثة أسابيع.