من خلال إنجازاتهم العلمية يبرهن أصحاب الهمم في إقليم كردستان العراق، أنهم قادرون على الابتكار لو توفرت لهم الفرصة والدعم المناسبين من قبل السلطات المعنية في البلد، حيث تزايد أعدهم فيه خلال السنوات الأخيرة بحسب آخر الإحصائيات.
سرور عزت طالب في المرحلة الأخيرة من دراسته الثانوية، مصاب بضعف في النظر بنسبة 90 بالمئة، ولعه منذ الصغر بالإلكترونيات، مكنه أخيرا من ابتكار عصا إلكترونية مبرمجة باللغة الكردية، من شأنها تمكين أقرانه من ضعفاء البصر والمكفوفين في كردستان، من السير دون الاستعانة بالآخرين.
ويقول عزت، وهو يمسك العصا، التي ابتكرها بيده،أثناء شرحه لسكاي نيوز عربية، كيفية الاستفادة من هذا الإبداع الفريد من نوعه: “شغفي بالأجهزة المبرمجة، جعل فكرة اختراع جهاز ينبه المكفوفين بالاجسام المحيطة بهم أثناء السير تروادني من حين لآخر”.
وأوضح سرور أن الجهاز المبرمج ينبه الكفيف إلى ما حوله من أجسام عبر إشارات صوتية إضافة إلى كثير من المعلومات الضرورية كالوقت والتأريخ وحرارة الجو وغيرها، مشيرا إلى أنه نجح حتى الآن في صنع 70 عصا إلكترونية من هذا النوع.
لم تتوقف إبداعات أصحاب الهمم في كردستان على هذا الحد، ففي بلدة “تكية” على مشارف السليمانية، تمكن سامان علي الذي يعاني من فقدان البصر، من إنشاء إذاعة محلية على موجة FM اعتمادا على موارده المتواضعة.
ويقول سامان علي، أن عشق الإذاعة بدأ معه منذ نعومة أظافره، حيث كان مولعا بأجهزة الراديو والتلفاز، وقد نجحت أخيرا في صنع هذه المحطة الأذاعية بعد تجارب عديدة في هذا المجال، بغية توفير بعض الخدمات لزملائي المكفوفين، في هذه المنطقة.
ويضيف أن من بين أهداف الإذاعة هو توعية وإطلاع زملائه من أصحاب الههم على محتويات مختلفة للكتب التي تصلهم مسلجة على الأقراص من اتحاد المكفوفين.
ويسعى اتحاد المكفوفين في السليمانية، عبر مؤتمراته و ندواته إلى إقناع السلطات، بأن المكفوفين الشباب قادرون على تبوء المواقع المتقدمة في إدارة الاقليم .
وقال رئيس فرع اتحاد المكفوفين في السليمانية، هاوبش علي، إن الأتحاد يضم المئات من حملة الشهادات الجامعية، وأصحاب الكفاءات والعقول المبدعة.
وأضاف هاوبش علي “نحن واثقون بقدرتهم على أداء أصعب المهام الادارية، وقيادة المجتمع لو أتاحت السلطات الفرصة لهم، بل نجزم بأنهم سيديرون شؤون كردستان على نحو أفضل”.
وطبقاً للأحصاءات الرسمية فأن عدد المكفوفين يبلغ أكثر من 50 ألفاً في عموم الأقليم من بينهم ستة آلاف كفيف في محافظة السليمانية وحدها.