بعد عام على انفجار المرفأ… شركات التأمين تسدّد 135 مليون دولار

سنة مرّت على زلزال “بيروتشيما” الذي دمر العاصمة بيروت، وقضى على الحجر والبشر. فهذه الكارثة تركت جروحات لم ولن تندمل، نظراً لتداعيات وقع الإنفجار النفسية والجسدية والمادية جراء المشاهد المدمية حيث خسر فيها اللبنانيون أحباءهم وفلذات أكبادهم وأرزاقهم ومحالهم. ورغم فظاعة تلك الجريمة، لم تصدر لغاية اليوم نتائج التحقيقات الرسمية حول نوع وسبب الإنفجار، ما دفع ببعض شركات التأمين الى التقاعس عن تسديد التعويضات التأمينية للخسائر المقدّرة بقيمة 953 مليون دولار، فيما سدد البعض الآخر جزءاً ضئيلاً منها بلغ نحو127 مليون دولار (محتسبة على سعر 1500 ليرة للدولار الواحد).

طبعاً عدد كبير من المباني والمحال التجارية والسيارات التي دمّرت جرّاء الإنفجار كانت مضمونة لدى شركات تأمين خاصة. وكردّة فعل أولية نظراً الى هول الكارثة تقاعست شركات التأمين عن تسديد قيمة الأضرار بانتظار التقرير الرسمي الذي بدأه المحقق العدلي القاضي فادي صوّان ويتابعه اليوم القاضي طارق البيطار.

إلا أن الضغوطات التي مورست على شركات التأمين من قبل غرفة تجارة بيروت والهيئات الإقتصادية، دفعت الشركات التي تخضع لوصاية وزارة الإقتصاد الى الشروع في التعويض ولو كانت من خلال الشيكات أو التسديد بالليرة اللبنانية في البداية. ولكن في ما بعد توسّعت رقعة تسديد التعويضات حتى أنها كما أوضح رئيس جمعية شركات الضمان في لبنان إيلي نسناس لـ”نداء الوطن”، “تمكنت من التعويض على كافة مضموني السيارات الذين لديهم بوليصة تضمن كافة المخاطر All risks”. ويأتي ذلك، كما أكّد نسناس مقابل “إمكانية شركات التأمين إسترجاع التغطية المسدّدة من قبلهم من المضمونين في حال اثبتت التحقيقات أن الإنفجار ناجم عن عمل تخريبي أو حربي، وبوليصة التأمين التي يحملها المضمون لا تشمل تلك التغطية”. أما قيمة التعويضات فقال إن “الشركات بدأت بالتعويض عن الخسائر لغاية 25 و50 ألف دولار كمرحلة أولى”.

ويوضح أنّ “غالبية شركات التأمين باشرت التعويض على متضرري المرفأ ضمن السقف المحدَّد، لكن هناك شركات تأمين كثيرة فضّلت الانتظار”. تبقى وسيلة الدفع والتي كانت محطّ جدل حول ضرورة تسديدها “فريش دولار” كما تحصل عليها الشركات من معيدي التأمين، بالنسبة الى ذلك الموضوع قال نسناس “إن طريقة التسديد تعدّدت بين شيك لولار وبالليرة اللبنانية و”فريش دولار لقسم كبير من الأضرار”، وقد فاقت وسيلة الدفع الأخيرة كما علمت “نداء الوطن” نحو نصف القيمة المستحقة بالدولار النقدي.

قيمة الأضرار التأمينية والتغطيات المسدّدة والحسابات المعلّقة عدد بوالص التأمين المطالب بها16,423 طلباًالخسائر التأمينية المقدّرة 1,429,726 مليون ليرة لبنانيةالحسابات المسدّدة لغاية نهاية حزيران190,717 مليار ليرة لبنانيةالحسابات المعلّقة1.239,009 مليون ليرة لبنانية (إحصاءات لجنة مراقبة هيئات الضمان الصادر في نهاية حزيران)

مصدرنداء الوطن - باتريسيا جلاد
المادة السابقة“هيئة الاستشارات” تُسقط زيادة الأجور بـ”ضربة” إرتفاع كلفتها القاضية
المقالة القادمةبرنامج الأغذية العالمي: نصف اللبنانيين يعيشون في فقر مدقع