تمثل كل سيارة بوغاتي تحفة فنية وهندسية فريدة من نوعها في عالم السيارات الخارقة، ومع الكشف عن سيارتها ميسترال تقدم الشركة الفرنسية العريقة ليس مجرد رودستر فائقة فحسب، بل فصلا ختاميا مهيبا.
وتودع الشركة في إصدارها الشرس المحرك دبليو 16 الأسطوري رباعي التربو، والذي قاد سيارات بوغاتي إلى قمة الأداء على مدى عقدين من الزمن.
وتجمع ميسترال الجديدة بين القوة المطلقة والتصميم الأخاذ، لتقدم تجربة قيادة لا مثيل لها في الهواء الطلق وتجسد الإرث العظيم لبوغاتي في أبهى صوره، ولا توجد سيارة مصنوعة في مدينة مولشيم بمنطقة الألزاس الفرنسية، إلا وتحمل رقما قياسيا واحدا على الأقل.
وقد تجسدت هذه الصورة بالفعل عندما صنع أيتور بوغاتي سياراته الأولى قبل أكثر من 100 عام، وعندما قام الإيطالي رومانو أرتيولي بإعادة إحياء العلامة التجارية خلال حقبة التسعينات.
ولم تتغير هذه الصورة أيضا عندما امتلكت شركة فولكسفاغن الألمانية حقوق العلامة التجارية في مطلع الألفية وأطلقت سيارة بوغاتي فيرون.
ومع انتهاء حقبة فولكسفاغن بإطلاق ميسترال الجديدة، تحتفل السيارة بهذه اللحظة الفارقة بأرقام قياسية أخرى، ومنذ سنوات كانت بوغاتي مملوكة بأغلبية لمجموعة ريماك، والتي تمتلك بورشه بدورها حصة فيها، ما يعني أن فولكسفاغن تمتلكها بشكل غير مباشر.
وقبل أن يطلق ماتي ريماك رئيس بوغاتي سيارته توربيلون، سجلت السيارة شيرون والموديل الرودستر مسيترال العديد من الأرقام القياسية.
ولا تقتصر هذه الأرقام على المحرك دبليو 16 بقوة 1176 كيلوواط/1600 حصان وبسعة 8 لترات، وينطلق بالسيارة لسرعة قصوى تبلغ 420 كيلومترا في الساعة، مما يجعلها أسرع سيارة مكشوفة في العالم.
وقد وصل سائق اختبارات بالسيارة على حلبة مغلقة إلى سرعة 453.9 كيلومترا في الساعة متفوقا بذلك على جميع سائقي الفورمولا واحد.
ويمكن للشركة تحقيق رقم قياسي جديد من خلال طرح ميسترال بتكلفة تقل قليلا عن 6 ملايين يورو، كما يقتصر إنتاجها على 99 نسخة فقط، وبالتالي فإنها تعتبر أغلى سيارة مكشوفة على الإطلاق.
ونظير هذه التكلفة الباهظة يحصل الزبون على سيارة يتم تصنيعها يدويا على مدار أسابيع، والتي تعتبر بحق تحفة فنية وهندسية، وليس فقط لأن بوغاتي قامت بتجهيز شيرون بهيكل جديد من ألياف الكربون يجذب الأنظار، ولكن يمكن النظر إليها باعتبارها قطعة فنية.
ويمتاز ذراع تعشيق ناقل الحركة الأوتوماتيكي مزدوج القابض وسباعي السرعات بنموذج مصغر لتمثال الفيل الراقص، والذي كان سبب شهرة النحات رامبرانت بوغاتي، الشقيق الأصغر لصاحب الشركة أيتور بوغاتي.
ولذلك عند تغيير التعشيقات يشعر قائد السيارة كأنه مدير سيرك أو مروض حيوان بري، وهو ما يتماشى تماما مع هذه القوة الهائلة للسيارة المكشوفة.
ومع أن ميسترال تتمتع بقوة هائلة أكبر من سيارات الفورمولا واحد، إلا أنها لا تتشبث بدواسة الوقود بعنف، بل إنها تتجول بأناقة وهدوء في الضواحي المحيطة بمصنعها في مدينة مولشيم على مقربة من ستراسبورغ.
ولكن عند الضغط بقوة أكثر من اللازم على دواسة الوقود، سيجد السائق نفسه في موقف عصيب، حيث تكشف ميسترال عن وجهها الآخر وتتحول إلى وحش كاسر.
ويعايش السائق اندفاعا حسيا لا مثيل له، حيث تنطلق السيارة الخارقة بسواعد المحرك الخلفي بعزم دوران يصل إلى 1600 نيوتن متر، ويزأر المحرك المزود بأربعة شواحن تربو بصوت جهوري، بينما يجلس شخصان في هذه السيارة ذات الفرش الجلدي الفاخر.
وبمجرد سماع صوت المحرك يصاب الركاب بصمم تجاه الأصوات الأخرى، وخاصة أن الأذن سترفرف بشدة مع الرياح عند الانطلاق بالسيارة من الثبات إلى مئة كيلومتر في الساعة خلال 2.4 ثانية، ويتجاوز مؤشر السرعة التناظري 200 كيلومتر في الساعة في أقل من 5 ثوان.
ورغم سهولة قيادة السيارة بهذه السرعة على الطرقات مع الراحة الكبيرة، التي طورها المصممون من هيكل ألياف الكربون، إلا أن ذلك يتطلب تركيزا كاملا.
ولذلك يتعين على من يرغب في الاسترخاء والاستمتاع بالأجواء الصيفية في الهواء الطلق ألا يقود أسرع سيارة مكشوفة في العالم وخاصة مع تجاوز سرعة 300 كيلومتر في الساعة.
ومع أن ميسترال تتمكن من تجاوز حدود الفيزياء بسهولة، إلا أنها تقف عاجزة أمام تقلبات الطقس، فعندما تتساقط الأمطار ويضطر قائدها إلى غلق السقف، فعندئذ تنطلق بسرعة قصوى تبلغ 160 كيلومترا في الساعة.



