تجارة الصين تسجل أسوأ أداء في 2025 بفعل حرب الرسوم

تراجعت صادرات الصين بشكل غير متوقع في أكتوبر الماضي، بعد أشهر من الطلب القوي لاستباق الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأظهرت بيانات الجمارك الجمعة تراجع شحنات التصدير من ثاني أكبر اقتصاد في العالم 1.1 في المئة الشهر الماضي، في أسوأ أداء منذ فبراير، وبعد ارتفاع 8.3 في المئة في سبتمبر. وجاءت البيانات مخالفة للتوقعات بنمو عند ثلاثة في المئة في مسح أجرته رويترز.

وتأثرت البيانات بأساس المقارنة المرتفع بعدما نمت الصادرات في أكتوبر 2024 بأسرع وتيرة في أكثر من عامين عندما بدأت المصانع في تسريع شحن المخزونات إلى الأسواق الرئيسية تحسبا لعودة ترامب الفائز إلى البيت الأبيض.

وتشير الأرقام إلى أن إجمالي واردات وصادرات السلع الصينية من حيث القيمة بلغ 37.31 تريليون يوان (حوالي 5.27 تريليون دولار أميركي) خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، بزيادة 3.6 في المائة على أساس سنوي.

وذكرت الهيئة العامة للجمارك أن نسبة الزيادة تباطأت من الزيادة بنسبة 4 في المئة التي تم تسجيلها في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.

وفي شهر أكتوبر وحده، نمت واردات وصادرات السلع الصينية بنسبة 0.1 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 3.7 تريليون يوان (520 مليار دولار أميركي).

1.1 في المئة نسبة تراجع الصادرات الصينية في شهر أكتوبر وهو الأدنى منذ شهر فبراير الماضي

وأظهرت الإحصائيات أن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة تراجعت بمقدار 25.17 في المئة على أساس سنوي.

وارتفعت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 1.8 في المئة في تشرين أكتوبر بالمقارنة مع سبتمبر، بعدما كانت سجلت في الشهر الماضي زيادة بنسبة 8.6 في المئة عن شهر أغسطس.

في المقابل، تراجعت الواردات من الولايات المتحدة بمقدار 11.6 في المئة عن مستويات شهر سبتمبر، وفق أرقام الجمارك.

ونمت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنحو 0.9 في المئة واقتصادات جنوب شرق آسيا بحوالي 8.9 في المئة بعدما سعى صناع القرار إلى تعزيز العلاقات معهما وسط توترات الرسوم الجمركية مع واشنطن.

ويقدّر خبراء أن الخسارة من السوق الأميركية أدت إلى خفض نمو الصادرات بنحو نقطتين مئويتين أو ما يقرب من 0.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وأظهرت مؤشرات سابقة أن أكبر اقتصاد في العالم فقد بعض الزخم الشهر الماضي. وتحدث أصحاب المصانع عن انخفاض ملحوظ في طلبيات التصدير الجديدة.

وانحسر مؤشر مديري المشتريات الرسمي إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، بما يعني ربما أن العالم بشكل أوسع استورد كل ما يمكنه من السلع الصينية في الوقت الحالي.

وتصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بشكل غير متوقع في أوائل أكتوبر بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم هائلة بنسبة مئة في المئة على البضائع الصينية ردا على توسيع بكين بشكل كبير لقيود التصدير على المعادن الأرضية النادرة.

وهدأ التوتر بعد اجتماع ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي في كوريا الجنوبية، حيث اتفق الجانبان على تمديد الهدنة التجارية بينهما لعام آخر بعدما كان من المقرر أن تنتهي في العاشر من نوفمبر المقبل.

ولا يزال الطلب المحلي المتباطئ يشكل هو الآخر عبئا اقتصاديا. وتظهر البيانات نمو الواردات بأبطأ وتيرة في خمسة أشهر وبواقع واحد في المئة فقط مقارنة بنمو بلغ 7.4 في المئة في سبتمبر وزيادة متوقعة 3.2 في المئة.

وبلغ الفائض التجاري للصين 90.07 مليار دولار في أكتوبر من 90.45 مليار دولار في الشهر السابق، لكنه أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى فائض عند 95.6 مليار دولار.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةرقائق نكسبيريا نموذج لتبعية صناعة السيارات الأوروبية للصين
المقالة القادمةجولة وزارة الخزانة: “أسلحة” ماليّة أميركيّة لم تُستخدم بعد