تجاوز نمو الصادرات والواردات الصينية خلال شهرَي يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين التوقعات، مما يعكس تحسّن التجارة العالمية، ويعطي إشارة مشجعة لواضعي السياسات بعد التباطؤ الذي طال أمده في قطاع التصنيع وشكّل عبئاً على الاقتصاد.
وأظهرت بيانات للجمارك الصينية، امس الخميس، أن صادرات الصين في الشهرين جاءت أعلى بواقع 7.1 في المائة عن العام السابق، متجاوزة النمو الذي توقعه الخبراء في استطلاع لـ«رويترز» عند 1.9 في المائة. وارتفعت الواردات 3.5 في المائة مقارنة بتوقعات بصعود 1.5 في المائة.
ونشرت الجمارك بيانات تجارية مجمعة لشهري يناير وفبراير لتخفيف التشوهات الناجمة عن تغير موعد احتفالات السنة القمرية الجديدة، التي جاءت هذا العام في فبراير.
ونما الفائض التجاري للصين إلى 125.16 مليار دولار، مقارنة مع توقعات عند 103.7 مليار دولار في استطلاع لـ«رويترز»، و75.3 مليار دولار في ديسمبر (كانون الأول).
وكان الطلب على الصادرات الصينية قد شهد ضعفاً متزايداً منذ أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) والبنوك المركزية في أوروبا وآسيا رفع أسعار الفائدة العام الماضي؛ لتهدئة التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته منذ عقود عدة.
وسجّل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نمواً «دون المستوى» خلال العام الماضي، وسط أزمة عقارية، وإحجام المستهلكين عن الإنفاق، وسحب شركات أجنبية استثماراتها، وتكبد المصنّعين المصاعب من أجل العثور على مشترين. كما تواجه الحكومات المحلية أعباء ديون ضخمة، وانكمش نشاط التصنيع في الصين أيضاً لمدة 5 أشهر متتالية، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات الرسمي.
وأعلن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ، يوم الثلاثاء، أن النمو المستهدف لعام 2024 يبلغ نحو 5 في المائة، ووعد بتحويل نموذج التنمية الاقتصادية بالبلاد. في حين ينظر الاقتصاديون إلى هذا الهدف على أنه طموح، ويقولون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم السياسي لتعزيز النمو.
كما أنه يثير المخاوف بشأن ما إذا كانت الصين قد تسعى إلى دفع الصادرات إلى أعلى بشكل حاد لدعم النمو.
وأثارت المخاوف بشأن ارتفاع صادرات السيارات الكهربائية إلى أوروبا قلقاً بشأن ما إذا كانت السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين قد تتفوق على تلك التي يصنعها المصنعون المحليون.
وتظهر بيانات الفترة من يناير إلى فبراير انخفاض تجارة الصين مع أوروبا واليابان، بينما ارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 5 في المائة عن العام السابق. وجاء معظم النمو في الصادرات من التجارة مع جيران الصين في جنوب شرقي آسيا، حيث ارتفعت الصادرات إلى المنطقة بنسبة 4.8 في المائة عن العام السابق، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 6 في المائة.
وتظهر البيانات أن صادرات الصين من السيارات قفزت بنسبة 22 في المائة في الفترة المذكورة من حيث الحجم، ونحو 13 في المائة من حيث القيمة. ولم يكن هناك أي تفصيل حسب الوجهة أو نوع السيارة.
وإثر نشر البيانات، أغلقت الأسهم الصينية على انخفاض، يوم الخميس، إذ أضعفت النتائج توقعات اتجاه بكين نحو تحفيز اقتصادي قوي، على الرغم من تعهد أكبر هيئة تنظيمية للأوراق المالية بحماية صغار المستثمرين، ومعالجة المشكلات المتجذرة في السوق.
وانخفض مؤشر «سي إس آي 300» الصيني الممتاز بنسبة 0.6 في المائة، ومؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.4 في المائة عند الإغلاق. كما أنهى مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ الجلسة بانخفاض 1.3 في المائة، ومؤشر «هانغ سنغ» للشركات الصينية بنسبة 1 في المائة.
وتراجعت قطاعات الرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والطاقة الكهرضوئية بما يتراوح بين 2.5 و3.8 في المائة لتقود الانخفاضات.