دعا تجمع دولي عقد في العاصمة السعودية الرياض لضرورة توجيه صنع سياسات المنافسة وإنفاذها في المنطقة العربية، وذلك بما يسهم في تحسين النمو الاقتصادي والحوكمة، ويتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وكشف تقرير الأطر التشريعية لبيئة الأعمال في البلدان العربية في 2021، أن معظم الدول تفتقر إلى مؤسسات مستقلة لإنفاذ سياسات المنافسة وحصلت على درجة 3.73 من 7، ما يشير إلى ضرورة إجراء إصلاحات كثيرة من حيث التنظيمات والأطر عند مقارنة وضع المنطقة العربية بأفضل الممارسات العالمية.
وبين الدكتور أحمد الخليفي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمنافسة، أن المنتدى العربي الرابع للمنافسة يطمح إلى تطوير وتحسين أنظمة وتشريعات المنافسة في المنطقة العربية، وذلك ليكون له الأثر العظيم في تعزيز رفاهية المواطن العربي ورفع مستوى جودة ووفرة السلع والخدمات.
وأشار الدكتور الخليفي إلى أهمية التعاون العربي في حماية المنافسة العادلة في المنطقة، مؤكداً على جهود المنظمات الدولية المختصة والخبراء المشاركين لطرح تجاربهم الثرية.
من جانبه، أكد عبد العزيز الزوم، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للمنافسة لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية أصبحت من البلدان المتقدمة في قواعد المنافسة ومكافحة الاحتكار، وتدعم الدول العربية من أجل تحقيق نتائج قياسية في هذا المجال وضمان النمو المستدام والابتكار لتصبح الأسعار في متناول الجميع، إلى جانب الجودة والتنوع في السلع والخدمات المتاحة في الأسواق.
وواصل الزوم: «بعض الدول العربية لا تزال في مراحل مبكرة من حيث وضع وسن قوانين المنافسة وتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع»، مبيناً أن المنتدى يهدف للاستفادة من الخبرات الدولية من أجل بناء القدرات أو ابتعاث بعض العاملين للبلدان الأكثر تقدماً.
وتابع الرئيس التنفيذي في الإشارة إلى أن المنتدى يوجه الدول إلى طرق وأساليب تعزيز قواعد المنافسة الهامة في منظومة الإصلاحات الاقتصادية، مؤكداً في الوقت ذاته أن السعودية تساعد البلدان المتأخرة في هذا المجال لتصبح متقدمة في قواعد المنافسة ومكافحة الاحتكار.
وشهدت فعاليات المنتدى تقديم مجموعة من الطلاب الجامعيين دراسات حول عمليات الاندماج والاستحواذ التي جرى إعدادها كجزء من تحدي المنافسة، تخللها تكريم أفضل النماذج المقدمة من المجموعات المتسابقة من الطلبة المشاركين.
وعُقد خلال المنتدى نقاش مفتوح بين الطلاب والخبراء المتخصصين في المنافسة، تناول العديد من المواضيع المدرجة وتبادل الأفكار المستخلصة من تجارب الخبراء المشاركين.
ويشكل المنتدى فرصة للحوار بين مشاركين من الدول الأعضاء ومنهم ممثلون عن سلطات المنافسة في المنطقة، بالإضافة إلى خبراء دوليين معنيين بسياسة المنافسة وإنفاذها.
وستستفيد سلطات المنافسة في الدول العربية من التعلم بين الأقران بناءً على دراسات الحالة الدولية وأفضل الممارسات التي يقدمها نظراؤهم من مختلف البلدان.
ويقام المنتدى العربي الرابع للمنافسة على مدار يومين في الرياض، بمشاركة المتخصصين والخبراء في أجهزة المنافسة بالدول العربية وبحضور أكثر من 15 خبيراً وممثلاً لأجهزة ومنظمات دولية معنية بالمنافسة.