كشف تحالف خليجي يضم ثلاث شركات اتصالات أنه ينوي إنشاء أكبر كيان يدير أبراج الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في ظل تنامي الاهتمام بهذا القطاع مع اتساع طفرة التكنولوجيا.
قالت شركة أوريدو القطرية للاتصالات ومجموعة زين الكويتية وشركة تاسك تاورز القابضة الإماراتية في بيان مشترك مؤخرا إنها “بدأت محادثات حصرية لإنشاء أكبر شركة أبراج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وتهدف المفاوضات إلى دمج ما يقرب من 30 ألفا من أصول أبراج الاتصالات في شركة أبراج مستقلة مملوكة بشكل مشترك.
ووفق البيان المشترك الذي نشر في وقت سابق هذا الأسبوع، فإن الشركات الثلاث تتطلع إلى توقيع اتفاقيات نهائية خلال الربع الحالي، لكنها لم تكشف عن حجم رأس مال الكيان الجديد.
وكانت أوريدو قد قالت في سبتمبر الماضي إنها تستعد لاستقطاع محتمل لنحو 20 ألف برج من محفظة أبراجها دون الخوض في التفاصيل، بينما ذكرت مصادر مطلعة حينها أن الشركة القطرية خاطبت بنك مورغان ستانلي لتولي مهمة إدارة إحدى الصفقات.
ورجحت أوريدو أن تتم عملية بيع أبراجها للاتصالات في وقت لاحق هذا العام، في صفقة قيل إنها جذبت اهتماما من المستثمرين بما في ذلك صندوق الثروة السعودي وشركة أميركان تاور كورب.
وبموجب الشراكة الجديدة ستحتفظ كل من أوريدو وزين ببنيتهما التحتية النشطة، بما في ذلك هوائيات الاتصالات اللاسلكية والبرامج الذكية والملكية الفكرية في ما يتعلق بإدارة شبكات الاتصالات الخاصة بهما.
ومن المتوقع أن تؤدي الصفقة إلى زيادة محتملة في القيمة للمساهمين في كل من أوريدو وزين من خلال هيكل رأس مال أكثر كفاءة، لكن البيان أشار إلى أن أبراج أوريدو في سلطنة عمان “تتبع إجراءات مستقلة”.
وتعمل شركات الاتصالات الخليجية على تصفية استثماراتها من الأبراج لتقليل تكاليف البنية التحتية والتركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث تجذب مثل هذه الصفقات الشركات المتخصصة في تشغيل الأبراج التي تتطلع إلى دخول أسواق جديدة عالية النمو.
وتحركت شركة زين السعودية العام الماضي لبيع نحو 8069 برجا إلى صندوق الثروة السعودي مقابل 800 مليون دولار. كما باعت شركة عمانتل 2890 برجا في 2021 إلى هيليوس تاورز مقابل 575 مليون دولار.
وأسست شركة الاتصالات السعودية شركة فرعية أسمتها توال في 2019 ونقلت إليها ملكية أبراجها، التي يتجاوز عددها 15 ألفا. كما باعت زين 1620 برجا لصالح شركة أي.إتش.أس القابضة مقابل 130 مليون دولار في 2020.
وتؤدي زيادة انتشار الأجهزة المحمولة والتقدم التكنولوجي، مثل الخدمات المستندة إلى السحابة لتقديم وصول أفضل لخدمات الشبكة، إلى نمو سوق مشغلي الشبكات الافتراضية للهاتف المحمول في المنطقة.
ويدخل مشغلو الشبكات الافتراضية المتنقلة في الاقتصاديات النامية بما فيها بلدان المنطقة العربية، بسبب انخفاض المنافسين وزيادة المبادرات الحكومية وارتفاع معدل تبني الخدمات السحابية من قبل مؤسسات الأعمال.
وتوقعت ريسيرش آند ماركتز في تقريرها، الذي أصدرته أن يصل حجم السوق إلى أكثر من 2.2 مليار دولار بحلول 2026، مسجلة معدل نمو سنوي مركب قدره 5.3 في المئة خلال الفترة الفاصلة بين عامي 2021 و2026.
وتشير إحصائيات شركة الأبحاث إلى أن مجال الشبكات الافتراضية، والذي يعتبر أحد محاور نشاط شركات الاتصالات في الوقت الحالي، بلغت قيمته في العام 2020 حوالي 1.63 مليار دولار.
وامتلكت دول الخليج العربي البعض من الأسواق الأكثر انتشارا للاتصالات المتنقلة في العالم بنسبة 70 في المئة أو أكثر بنهاية 2019، وذلك بالمقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 66 في المئة.