باتت تذاكر السفر عبر الميدل أيست وشركات الطيران العالمية على خط مطار بيروت بالدولار النقدي. حيث وافق إتحاد النقل الجوي الدولي إياتا IATA السبت الماضي على تقاضي الشركات العاملة في لبنان، ثمن تذاكر السفر بالدولار النقدي بدلاً من الشيكات المصرفية. وأكد رئيس نقابة وكلاء السياحة والسفر في لبنان، جان عبود أن “القرار ليس محصوراً بطيران الشرق الأوسط، وأن الشركات العاملة في السوق اللبنانية كانت تقبل الشيكات من مكاتب السفر بانتظار أن يتولى مصرف لبنان تحويل دولاراتها إلى الخارج، لكنه تأخر عن التحويل حتى أصبحت قيمة المستحقات العالقة نحو 150 مليون دولار”.
“مع هذا القرار، ستعود أسعار البطاقات لحجمها الطبيعي الذي كانت عليه قبل الأزمة”، يقول عبود، وعليه فإن “أسعار التذاكر التي كانت بنحو 1000 دولار، أي بثلاثة وأربعة أضعاف على أساس سعر 3900 ليرة، ستصبح بنحو 300 دولار وفق الدولار الكاش”.
برر رئيس مجلس إدارة شركة طيران الميدل إيست (MEA) محمد الحوت القرار الجديد، مؤكداً أن هذا القرار اتخذ بهدف تأمين استمرارية عمل الشركة. حيث أفاد في تصريح لوكالة “رويترز” أنه “سيطلب دفع ثمن التذاكر بالدولار استناداً لأحدث سعر صرف يحدده البنك المركزي اعتباراً من أول حزيران، ما سيجعل التذاكر أغلى ثمناً”. موضحاً أن “هذه الخطوة ضرورية لضمان السلامة المالية لشركة الطيران الوطنية التي يملك مصرف لبنان المركزي غالبية أسهمها”. وأشار الحوت الى أن “هذا القرار يؤمن استمرارية الشركة وعدم تعثرها مالياً، خاصة وأن الشركة تدفع 85 في المئة من نفقاتها بالدولار النقدي، كإيجار الطائرات وكلفة صيانتها ورسوم المطارات والفيول في الخارج. وأن شركة الطيران الوطنية، مثل شركات طيران أخرى، تضررت بشدة من جائحة كورونا وشهدت تراجعاً حاداً في الإيرادات”. مؤكداً أن الشركة “ستبقى تحقق خسائر هذا العام، وأن هذا التغيير سيطب٘ق فقط على التذاكر التي تُشترى داخل لبنان.
قرار “الميدل إيست” يأتي في وقت يعاني المواطنون الأمّرين للحصول على أموالهم من المصارف التي شدّدت القيود على العمليات النقدية والسحب، خصوصاً بالدولار، والتحويلات إلى الخارج. وبدلاً من الحصول على النقد، باتت المصارف تعطي المواطنين شيكات مصرفية بأموالهم لدفع مستحقاتهم. فكيف لشركة طيران يملك مصرف لبنان المركزي غالبية أسهمها ، ويسدد أموال المودعين على أساس سعر 3900 للدولار الواحد، أن تطلب من المسافرين دفع التذاكر على أساس سعر الدولار الكاش؟